الرئيسية مواقف وأراء كورونا.. ماذا عن تفعيل الجهوية بالمغرب؟

كورونا.. ماذا عن تفعيل الجهوية بالمغرب؟

كتبه كتب في 18 مايو 2020 - 00:07

”رب ضرة نافعة”، هي جملة قد تلخص ايجابيات كورونا لدى العديد من الدول، وتشمل مجموعة من الجوانب الاقتصادية الاجتماعية الصحية والسياسية … ومن بين هذه الدول سنسلط الضوء على المغرب بغية استحضار الشق الإيجابي المتعلق بـ”الجهوية” وكيفية تفعيلها على أرض الواقع، بالنظر إلى كونها مبتغى لطالما تعاقبت الحكومات السابقة دون ان تتمكن من تجسيد أهدافه الاستراتيجية ولو بشكل تدريجي. وبناء عليه فقد مكنت ظرفية جائحة ”كورونا” من ترسيخها أولاً في أذهان المغاربة بطريقة غير مباشرة حسب اعتقادي. وسأسرد لكم في هذه المقالة بعض الملاحظات الشخصية حول سلوكيات جل شرائح المجتمع المغربي خلال فترة الحجر الصحي .

قد تتبادر الى اذهاننا ونحن في الحجر الصحي مجموعة من الأفكار والملاحظات حول سلوكيات أفراد المجتمع المغربي طيلة فترة الحجر، من خلال تحليل الفيديوهات والصور والصوتيات التي يتم تناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كالفايسبوك والواتساب، اللذان يعدان من أهم مصادر المعلومة لمعظم الناس، بالرغم من احتواءهما على كم هائل من الإشاعات والأكاذيب والتي غالبا ما يعتقد أغلبهم خصوصا الوافدون الجدد على هذه المنصات والذين غالبا ما يكونوا أميين لا يفرقون بين الفيديوهات المفبركة والحقيقية وبين المعلومة الحقيقية والمحرفة … ، وبالتالي فلقد أصبح المجتمع المغربي يتقبل فكرة الجهوية بطريقة غير مباشرة اعتمادا على كيفية التعامل مع الأخبار التي تنقل مستجدات فيروس كورونا مثلا ، اذ ينتظر الفرد سماع الخبر بتمعن وتأن ليتأكد من الحالات المسجلة في جهته أولا ثم باقي الجهات ، وكلما أعلن عدم تسجيل اية حالة في جهته الا واطمأن اكثر وافتخر بجهته واعتز بساكنتها المواظبين، ويبدأ في لوم الجهات التي سجلت اصابات أكثر بعدم الانضباط و قلة الوعي لديهم …

ومن جهة اخرى، هناك ملاحظات قد يشاطرني فيها بعضكم نفس الراي ، وهي مسألة متعلقة بتدوينات المواطنين المغاربة خصوصا الشباب على الفايسبوك ، والتي غالبا ما يسودها نوع من الافتخار بجهتهم. ان كانت الساكنة فيها منضبطة لقرارات السلطات المختصة ولقواعد الحجر الصحي السليمة، وكذا عند ظهور فيديوهات وصور لجمعيات ومحسنين من نفس جهتهم يقومون بواجبهم الانساني والاجتماعي اتجاه المحتاجين واتحادهم فيما بينهم لمواجهة الازمة. ليخرج الجميع منتصرين.


ومثل هذه الأمور ليست عادية كما يعتقد البعض بل إنها تبرز مدى وعي وانضباط المواطنين على حسب الجهات ، وفي حال ما اذا كان العكس، أي أن ينتمي المدون لجهة تعاني من تفشي الوباء وعدم انضباط سكانها يكون مضمون التدوينة كله انتقادات وتدمر من عقلية السكان في الجهة، بل ويبدأ في اعطاء أمثلة ودروس عن طريق الصور والفيديوهات مأخوذة عن جهات أخرى أكثر التزاما وانضباط .

وبهذه الملاحظات البسيطة يمكن ان نستنتج الدور الكبير الذي لعبته كورونا في ترسيخ مفهوم الجهوية في اذهان جل المواطنين بطريقة غير مباشرة عبر ما سبق ذكره في المقالة ، وتبقى هذه القراءة في الأول والأخير مجرد تحليل بسيط لأمور واقعية نعيشها جميعا ونراها، لكن لا نعطيها قيمتها الحقيقية ولا نستخلص منها دروس وأفكار قد تعود بالنفع لنا جميعا .

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *