
ناصر الزفزافي في كلمته لأنصاره الذين احتشدوا أمام بيته أنهى كل المطامع وأعدم كل المحاولات البئيسة والاستغلالات الحقيرة التي يقوم بها بعض الخونة للملف المطلبي الاجتماعي لحراك الريف من أجل ضرب الوطن وضرب مصالحه العليا بزرع الفتنة والانفصال ..
أولئك الذين لطالما وظفوا هذا الملف واستغلوه داخليا وخارجيا في محاولات بئيسة لتشويه صورة البلاد خارجا ..
ناصر تحدث لأول مرة بوجه مكشوف ولغة سليمة وثقة عالية عن اعتزازه واعتزاز كل المعتقلين في ملف الحراك بانتماءهم للمغرب .. ودفاعهم حتى آخر لحظات حياتهم عن هذا الوطن وحوزته مهما اختلفوا مع الدولة ومع بعض مؤسساتها وسياسيات بعض ممثليها لكنهم من الصحراء إلى الريف مغاربة متشبتون بوطنهم ..
شكر مؤسسات الدولة بشكل عام ومندوبية السجون بشكل خاص على تعاملها الانساني وموقفها النبيل من خلال منحه الرخص الاستثنائية لزيارة والده اثناء مرضه وحتى لحضور جنازته وتلقي العزاء دون أي قيود وبشكل عادي ..
خطاب للتاريخ ويوم للتاريخ سيكون له ما بعده بالتأكيد .. فمن جهة يظهر لنا ناصر الذي يبدو أنه قام في السجن بمراجهة لأفكاره وفهم كيف أن تدخل الدولة كان دفاعا شرعيا عن حوزة الوطن ولوقف محاولات توظيف حراك الريف الاجتماعي لضرب مصالح البلاد العليا والتي كاد أن يكون ضحيتها ناصر وأصدقاءه بحسن نية ..
ومن جهة أخرى الأكيد أن هناك آذان صاغية وعقول حكيمة ورشيدة داخل الدولة سمعت صوت ناصر وفهمت الرسالة وستعالج هذا الملف كخلاف بين الوطن وبعض أبناءه .. تغضب منهم .. تتفاعل بقسوة أحيانا .. تلجم اندفاعهم وحماسهم .. لكنها في الأخير ستسامحهم وتعيدهم ليعيشوا مع إخوانهم ويمارسوا حياتهم الطبيعية.. وفالأخير الوطن غفور رحيم.
أحمد متراق/ كاتب وأستاذ باحث