الرئيسية مجتمع أكادير تطبق حالة الطوارئ الصحية.. قلة الحركة تخيم على أحياء وشوارع المدينة

أكادير تطبق حالة الطوارئ الصحية.. قلة الحركة تخيم على أحياء وشوارع المدينة

كتبه كتب في 22 مارس 2020 - 19:26

 خيمت أجواء من السكون، وقلة الحركة عل مختلف أحياء وشوارع وأزقة مدينة أكادير ، خاصة منذ يوم أول أمس ، الجمعة، بعدما تم الإعلان رسميا عن حالة الطوارئ الصحية في مجموع التراب الوطني، وذلك كإجراء احترازي للحد من انتشار وباء كورونا.

فالعديد من الشوارع الرئيسية بالمدينة ، مثل شارع محمد الخامس، وشارع 20 غشت، وشارع الحسن الثاني، وشارع الجيش الملكي، وغيرها من الشوارع التي شكلت على الدوام شريان التجوال في مدينة الانبعاث على امتداد ساعات اليوم، باتت تعرف حركة محدودة من للسيارات ، وانعدام شبه تام لحركة الدراجات النارية والعادية كما تمت معاينة ذلك منذ منتصف نهار أول أمس.

كانت جل المتاجر التي اعتادت على استقبال زبنائها في هذه الشوارع مغلقة ، خاصة منها المحلات المخصصة لبيع الملابس ، والتجهيزات المنزلية، إضافة إلى المقاهي والمطاعم التي سبق أن أغلقت أبوابها قبل الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية … وحدها المخابز والصيدليات ، والقليل من محلات البقالة كانت مفتوحة في وجه الزبناء في ظل الحركة المحدودة للأشخاص في الشارع العام.

بادر أصحاب الصيدليات، وعدد من محلات البقالة باتخاذ إجراءات احتياطية لتفادي الاحتكاك المباشر مع الزبناء من قبيل وضع حواجز عند مدخل محلاتهم حتى لا يلج الزبون إلى الداخل. ومنهم من وضع تنبيها مكتوبا بمدخل محله لإثارة انتباه الزبناء إلى ضرورة الابتعاد عن بعضهم البعض، واستعمال القفازات الطبية، والكمامات.

من حين لآخر تجوب شوارع بعض الأحياء، مثل حي السلام ، وحي الهدى ، وحي الصفاء، وبن سركاو ، وتيليلا والحي المحمدي … سيارات الخدمة العمومية التي تحمل مكبرات الصوت داعية السكان إلى الالتزام بالبقاء في البيوت حماية لأنفسهم ولأبنائهم، وحماية للمجتمع من الإصابة بداء كورونا.

كانت سيارات الشرطة والقوات المساعدة ترافق سيارات الخدمة العمومية المخصصة للتوعية والتحسيس بخطورة الموقف الذي تنبهت له السلطات العمومية مبكرا، وبادرت إلى تنبيه المواطنين بهذا الوضع ، وبضرورة الامتثال لدعوات الحيطة والحذر خدمة للمصلحة العامة للوطن والمواطنين.

المركب التجاري “سوق الأحد”، الذي يشكل الشريان المتدفق للحركة التجارية في أكادير طيلة أيام الأسبوع، باستثناء يوم الإثنين الذي يخصص على الدوام لتنظيف السوق وتعقيمه، أغلقت أبواب متاجره بالكامل، سواء المخصصة منها لبيع الملابس، أو أصحاب البازارات ، أو بائعي الأواني المنزلية ، وكذلك الشأن بالنسبة للمقاهي الشعبية داخل السوق التي اعتادت على تقديم الوجبات الغذائية لأصحاب المتاجر والوافدين على السوق.

كانت الفضاءات المخصصة لبيع الخضر والفواكه تشكل الاستثناء في “سوق الاحد” حيث باشر أصحابها عملهم اليومي بشكل محدود، إذ كان مشهد الإقبال على اقتناء الخضر والفواكه محدودا بالنظر لقلة الأشخاص الوافدين على السوق، وكذلك الشأن بالنسبة للكثير من البائعين الذين فضل العديد منهم التوقف مؤقتا عن العمل ، سواء منهم بائعو الخضر والفواكه، أو مروجو اللحوم الحمراء والبيضاء والاسماك، ومنتجات الزيتون المتنوعة، وكذا بائعو الفواكه الجافة ، والمحلات المخصصة لبيع التوابل.

وفي الجانب الغربي من مدينة الإنبعاث، حيث توجد المنطقة السياحية، على مرمى حجر من شاطئ المدينة، خيم سكون مطبق على هذه الرقعة من المدينة التي جرت العادة على أن تعرف حركة دؤوبة صباح مساء بفعل تواجد العديد من المقاهي والمطاعم والفنادق وأماكن الترفيه.

كان كورنيش مدينة أكادير منذ ظهيرة يوم أول أمس، الجمعة فارغا بالتمام من المارة الذين اعتادوا الاستمتاع بمشهد الأمواج المتكسرة على الشاطئ الذي خلا بدوره من الأشخاص، فاسحا المجال لأسراب من طائر النورس الذي استطاب التحرك بحرية كامل على الرمال المبللة بفعل عملية الجزر التي هيئت الظروف المناسبة لهذا الطائر الذي خلد بدوره لنوع من السكينة، حتى غدا يبدو وكأنه يغتنم فرصة غياب الجنس الآدمي عن الشاطئ ليخلد في أمان تام لقيلولة عميقة.

غياب توافد الأشخاص على كورنيش أكادير ، تجاوبا مع دعوة السلطات العمومية المواطنين لالتزام البقاء في منازلهم كإجراء احترازي للحد من انتشار فيروس كورونا، كان واضحا أيضا من خلال عدد السيارات المركونة في المرائب العمومية المحاذية للشاطئ، كما هو الشأن بالنسبة لموقف السيارات المحاذي لمقهى “ليل نهار” الشهير، الذي كان خاليا بالكامل من السيارات، وكذلك الشأن بالنسبة لموقف السيارات “ملعب بيجوان” الذي بات مخصصا لركن سيارات الأشخاص العاملين في المؤسسات الفندقية المجاورة له.

مشهد الهدوء وقلة الحركة الذي خيم منذ أيام على مدينة أكادير يترجم حالة من الوعي ، والإحساس بالمسؤولية في صفوف المواطنين إزاء وضع صحي بات يهدد حياة الإنسان على الصعيد العالمي، ومن شأن مثل هذا السلوك الإيجابي أن يساعد ، في حالة تعميمه على نطاق متنام، على تطويق جائحة كورونا وإتاحة الفرصة من جديد ليعيش الإنسان في جو من الطمأنينة والأمان.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *