الرئيسية مواقف وأراء احتفالات بوجلود: تراث ثقافي وكرنفال شعبي بسوس تطاله الإنتقادات بسبب سلوكات غير ملائمة

احتفالات بوجلود: تراث ثقافي وكرنفال شعبي بسوس تطاله الإنتقادات بسبب سلوكات غير ملائمة

كتبه كتب في 23 يونيو 2024 - 12:38

بقلم عبدالرحيم بن بيهي :

تعد احتفالات بوجلود جزءا لا يتجزأ من التراث الثقافي والشعبي في جهة سوس ماسة، حيث تمتد جذورها إلى عصور قديمة، وتحمل في طياتها معاني عميقة من الفرح والتلاحم الاجتماعي. ولكن في السنوات الأخيرة، ظهرت بعض الانتقادات لهذه الاحتفالات، معتبرة إياها غير ملائمة للزمن الحالي.

في هذا المقال، نود أن نسلط الضوء على أهمية احتفالات بوجلود والدور الذي تلعبه في تعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية في منطقتنا.

رمز ثقافي يحتفل به الأجداد

مثل العديد من الكرنفالات العالمية، تعد احتفالات بوجلود رمزاً ثقافياً يحتفل به الأجداد منذ أجيال. على غرار كرنفال ريو دي جانيرو في البرازيل وكرنفال البندقية في إيطاليا، تحمل احتفالات بوجلود طابعاً فريداً يميزها عن باقي الاحتفالات.

الشباب يرتدون جلود الماعز ويتنكرون بأزياء تقليدية، مما يضفي جوًا من الفرح والمرح على المجتمع. هذه الأزياء ليست مجرد تنكر، بل هي تعبير عن هوية ثقافية وتاريخية عميقة.

ترويح عن الأمهات والآباء

تلعب احتفالات بوجلود دورًا كبيرًا في ترويح الأمهات والآباء، حيث يجدون في هذه المناسبات فرصة للاستراحة من ضغوط الحياة اليومية والاستمتاع بأوقات مليئة بالفرح والسرور. الأجواء الاحتفالية التي يخلقها الشباب بأزيائهم التقليدية وأدائهم المرح تجلب الابتسامات والضحكات إلى الوجوه، وتساهم في تخفيف الضغوط النفسية والاجتماعية.

تعزيز الروابط الاجتماعية

تعتبر احتفالات بوجلود فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع. فهي تجمع الجيران والأقارب في أجواء من الفرح والتعاون. هذا التجمع الاجتماعي يساعد في بناء علاقات أقوى وأكثر تماسكًا بين أفراد المجتمع، ويعزز الشعور بالانتماء والوحدة. الشباب الذين يشاركون في هذه الاحتفالات يسهمون في خلق جو من الفرحة والسعادة ليس فقط لعائلاتهم، بل أيضا لجيرانهم وأقربائهم.

الكرنفالات العالمية الناجحة:

لا يختلف كرنفال بوجلود في جوهره عن أشهر الكرنفالات العالمية التي تجلب الفرح والتلاحم الاجتماعي لمجتمعاتها. وإليك بعضاً من أشهر الكرنفالات الناجحة حول العالم:

1. كرنفال ريو دي جانيرو، البرازيل: أكبر وأشهر كرنفال في العالم، يتميز بعروض السامبا الرائعة.

2. كرنفال البندقية، إيطاليا: معروف بأقنعته الأنيقة وأزيائه الراقية، ويعود إلى العصور الوسطى.

3. ماردي جراس في نيو أورلينز، الولايات المتحدة: مشهور بعروضه الملونة والخرز التي تُرمى من العربات.

4. كرنفال ترينيداد وتوباغو: حدث حيوي بموسيقى الكاليبسو والسوكا، وأزياء زاهية الألوان.

5. كرنفال نوتينغ هيل، لندن، المملكة المتحدة: مهرجان كاريبي كبير في شوارع لندن، مع الموسيقى والرقص والطعام الكاريبي.

6. كرنفال سانتا كروز دي تينيريفي، إسبانيا: واحد من أكبر الكرنفالات في أوروبا، مشهور بعروضه وملكات الكرنفال.

7. كرنفال أورورو، بوليفيا: مزيج من التقاليد الأصلية والإسبانية، مُدرج في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية من قبل اليونسكو.

8. كرنفال كولونيا، ألمانيا: معروف بعروضه، وحفلاته التنكرية، وروحه الاحتفالية.

9. كرنفال بارانكيا، كولومبيا: احتفال ملون ونابض بالحياة، بالموسيقى والرقص والأزياء التقليدية.

10. كرنفال كيبيك، كندا: أكبر كرنفال شتوي في العالم، يتميز بمنحوتات الجليد، وسباقات الزوارق على الجليد، وشخصية “بونهوم كرنفال” الشهيرة.

ضرورة تبني وزارة الثقافة ووزارة السياحة

نظراً لأهمية هذا الموروث الثقافي، ينبغي على وزارة الثقافة ووزارة السياحة تبني احتفالات بوجلود واحتضانها لتصبح منتوجاً سياحيا يمكن تسويقه عالميا لجلب السياح. تماما كما هو الحال مع الكرنفالات الدولية، يمكن أن تصبح احتفالات بوجلود جزءا من الهوية السياحية للمغرب، تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بالأجواء الفريدة والاحتفالات البهيجة التي تعكس عمق وتراث ثقافتنا.

إلى الذين ينتقدون احتفالات بوجلود، نقول إن هذه الاحتفالات ليست مجرد مظاهر سطحية، بل هي جزء من تراثنا الثقافي الذي نحافظ عليه بفخر. كما هو الحال في العديد من دول العالم، تعتبر هذه الكرنفالات رمزا للتقاليد والتاريخ والثقافة. لذا، دعونا نحترم ونحتفي بهذه التقاليد التي تزرع الفرح في قلوب الناس وتعزز الروابط الاجتماعية والثقافية في منطقتنا.تظل احتفالات بوجلود جزءاً مهما من التراث الثقافي في جهة سوس ماسة.

إنها ليست مجرد مناسبات للاحتفال، بل هي فرص لتعزيز الروابط الاجتماعية وإحياء التقاليد الثقافية التي تربطنا بأجدادنا. لذا، دعونا نواصل الاحتفاء بهذه المناسبات بفخر واعتزاز، ونقدر الدور الإيجابي الذي تلعبه في مجتمعنا، ونعمل على تحويلها إلى منتوج سياحي عالمي يعزز مكانة المغرب على خريطة السياحة الثقافية الدولية.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *