في حادثة غير مسبوقة، غادر مركب صيد السردين “الحسين” ميناء أكادير دون إذن رسمي، وعلى متنه أشخاص لا ينتمون للطاقم المرخّص له، في واقعة صدمت الرأي العام ووجهت ضربة موجعة لصورة واحد من أهم الموانئ بوسط المملكة.
الخطير في الحادث ليس فقط مغادرة المركب خارج المساطر القانونية، بل أن ذلك تم دون علم السلطات المينائية ودون أي تصريح مسبق على غرار موانئ اخرى كميناء الداخلة الذي يلزم التصريح، وهو ما يرقى إلى فضيحة حقيقية تكشف ثغرات إدارية ومراقباتية على مستوى التدبير.
المهنيون بدورهم يتساءلون: كيف لمركب صيد معروف أن يغادر المركب المينائي دون مراقبة أو إذن رسمي؟ أين كانت أعين المراقبة التابعة لإدارة الميناء والحراسة المفترض أنها العين الساهرة على حماية الميناء ؟
الأكثر إثارة للاستغراب، وفق المهنيين، هو صمت إدارة الميناء والجهات المعنية، وعدم إصدار أي بلاغ رسمي لتوضيح حيثيات ما جرى للرأي العام.
فهل تكتفي الإدارة ببلاغات منع الإبحار بفعل الرياح أو الظروف الجوية، بينما تعجز عن التواصل بخصوص واقعة تهدد سمعة الميناء وتثير الشكوك حول فعالية الحماية البحرية ؟
هذه التساؤلات التي يبحث الرأي العام عن اجوبة الاي تعد صميم النقاش الجدي حول مستقبل الأمن المينائي وسمعة ميناء أكادير بوسط المملكة الذي يمثل مركزا استراتيجيا للصيد البحري والتجارة الوطنية. وهو ما يجعل المكاشفة والمحاسبة ضرورة قبل أي تبرير.
