
دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الخميس في بروكسيل، الفاعلين الاقتصاديين البلجيكيين إلى استثمار الفرص الواعدة التي توفرها الأقاليم الجنوبية للمملكة، تماشيا مع الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى جعل جهة الصحراء قطبا إقليميا للتنمية والتعاون الإفريقي.
وجاءت دعوة بوريطة خلال ندوة صحفية مشتركة مع نائب الوزير الأول ووزير الشؤون الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو، الذي أعلن خلالها عن الموقف المتقدم الجديد لبلاده بشأن الصحراء المغربية، مؤكدا أن بلجيكا ستتعامل من الآن فصاعدا، دبلوماسيا واقتصاديا، بناء على هذا الموقف.
وأوضح بوريطة أن عدداً من الدول الشريكة للمغرب، على غرار الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، تعتبر الأقاليم الجنوبية أرضاً حقيقية للفرص الاستثمارية، مذكرا بأن الولايات المتحدة شجعت رسمياً على الاستثمار في الصحراء المغربية، فيما نظمت فرنسا مؤخراً المنتدى الاقتصادي الفرنسي–المغربي بمدينة الداخلة.
وأشار الوزير إلى أن بلجيكا تحتل حاليا المرتبة 13 بين الشركاء التجاريين للمغرب، والمرتبة 17 بين المستثمرين الأجانب، معتبراً أن هذه المكانة يمكن تعزيزها من خلال انخراط أكبر للقطاع الخاص البلجيكي، لاسيما في إطار الزيارة المرتقبة لوفد حكومي بلجيكي إلى المغرب، سيضم فاعلين اقتصاديين ورجال أعمال.
وأضاف بوريطة أن بلجيكا تستطيع عبر الأقاليم الجنوبية أن تعزز حضورها التجاري في إفريقيا الغربية والوسطى، مشيراً إلى أن مدينة الداخلة مؤهلة لأن تكون بوابة استراتيجية لبلجيكا نحو القارة الإفريقية.
كما أبرز الوزير الآفاق الواعدة للتعاون المغربي–البلجيكي في مجالات الطاقات المتجددة، والبنيات التحتية، والصناعة، والهيدروجين الأخضر، وهي قطاعات تشكل ركيزة للتنمية المستدامة في الأقاليم الجنوبية.
يُذكر أن بلجيكا كانت قد أعلنت، في وقت سابق اليوم، عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007، والتي تضع جهة الصحراء في إطار سيادة المملكة ووحدتها الوطنية، مؤكدة التزامها بتجسيد هذا الموقف الجديد عملياً على المستويين الدبلوماسي والاقتصادي.
