أثارت مقاطع فيديو متداولة مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب واستنكار واسع في أوساط أبناء قبائل إحاحان، بعدما تضمّنت إساءات مباشرة لساكنة المنطقة، واتهامات مشينة تمس شرفهم وأخلاقهم، ما اعتبره نشطاء استهدافا ممنهجا لهويتهم الثقافية والتاريخية.
ودعا عدد من الغيورين على المنطقة إلى تحرك عاجل من السلطات القضائية لفتح تحقيق شفاف في محتوى هذه الفيديوهات، والإسراع في تحديد هوية المتورطين وتقديمهم للعدالة، خاصة وأن الأمر لم يعد مجرد “تنمر إلكتروني”، بل بلغ حد التشهير العلني والتحقير الجماعي لقبائل عريقة ساهمت تاريخيا في المقاومة والدفاع عن الوطن.
كما طالب عدد من المواطنين الهيئات الحقوقية والجمعوية بالانخراط الفوري في تقديم شكايات رسمية إلى الجهات الأمنية المختصة، من أجل وقف ما سموه بـ”تلطيخ سمعة منطقة إحاحان”، والضغط لفتح مساطر قانونية ضد كل من يستهدف القبيلة وأهلها عبر محتوى مرئي مُهين.
وفي تصريح لأحد النشطاء المحليين، أكد أن “الفخر بالانتماء إلى قبائل إحاحان ليس جنونا كما يسخر البعض، بل هو اعتزاز مشروع بجذور ضاربة في التاريخ، والسكوت عن هذه التجاوزات يعتبر خيانة للصوت الحر والمنطقة برمتها”.
وكانت إحدى المبادرات الثقافية قد تعرضت لهجوم ساخر، بعدما أطلق مصمم محلي شعارا يعبر عن هوية قبائل إحاحان، بدعم من الأستاذ والباحث المعروف محمد أوبيهي.
المبادرة قوبلت باستهزاء من طرف بعض الأشخاص الذين وصفوا الفكرة بـ”الجنونية”، وهو ما خلّف إحباطا لدى صاحب المشروع، دون أن يثنيه ذلك عن الدفاع عن قضيته وقبيلته.
الردود على الفيديوهات المسيئة جاءت قوية، من خلال حملات تضامن إلكترونية واسعة، وتدوينات غاضبة تُحذر من مغبة التمادي في نشر خطاب الكراهية والتعميم القائم على السخرية، معتبرين أن “هؤلاء المسيئين لا يمثلون إلا أنفسهم، وإساءاتهم ترتد عليهم”.
كما استحضر المتضامنون التاريخ النضالي لقبائل إحاحان، وعلى رأسه معركة “تكمي نولضا” التي خاضها الحاحيون ضد الاستعمار الفرنسي، مؤكدين أن الشرف والكرامة قيم متجذرة في نساء ورجال المنطقة، وأن أي محاولة لتشويه صورتهم ستفشل أمام رصيدهم الثقافي وتاريخهم النضالي.