أكادير تيفي :
بحالة شاحبة ظهرت قتامة صورة الطرقات المؤدية لمدينة تافراوت وهي تئن تحت وطأة الإصلاحات الترقيعية الموسمية كما هو الحال كل سنة، والتي تأتي بالتزامن مع انطلاق مهرجان اختار له أهله اسم “تيفاوين”، التي تشع على منصات الحفلات التي تستقبل فنانين بأجور خيالية مقابل دقائق من الترنح والرقص على أحوال مدينة تافراوت اليائس منها في كل المجالات، بدءا من حالة الطرق المزرية وليس انتهاءا بالمرافق الصحية وانعدام البنيات الآخرى، فشاءت أقدار تافراوت ان ينتصر المهرجان للعمق الإفريقي للقرية المغربية ويهمل أخرى تستضيف هدا الكيان وهي أقرب اليهم من حبل الوريد.
إن الحضارة لا تأتي مع المهرجانات أو بها وإنما تأتي بالعلم والقراءة التي تصنع الإنسان ومنها يتطور بنسق متسارع بحثا عن احتياجات اخرى .. المدينة اليوم تحتاج للمصانع لتشغيل الشباب ووقاية تافراوت من داء الهجرة وتجهيزها بالمرافق الضرورية للحياة، أما المهرجانات على كثرثها بمدننا فهي غالبا ما تجلب سوى المتسكعين وقطاع الطرق والسكارى على الأزقة والأحياء والمزيد من العاهرات والباحثين عن لذة الجنس، اما أهل البلد والزوار المعول عليهم لتشجيع السياحة فأغلبهم يفترش الكارتون ويلتحف السماء في الأزقة بسبب غلاء الفنادق، وجلهم يحملون المؤونة الغذائية من منازلهم درءا لإقتناء قنينة الماء ب 20 درهم والخبزة الواحدة ب 5 دراهم .
