الرئيسية مواقف وأراء لماذا كتابة اللغة الأمازيغية بحروف “تيفيناغ” وليس بغيرها من الحروف ؟

لماذا كتابة اللغة الأمازيغية بحروف “تيفيناغ” وليس بغيرها من الحروف ؟

كتبه كتب في 8 مارس 2020 - 16:06

طلبت مني صحيفة دولية محترمة تصريحا حول اختار حرف تيفيناغ لكتابة اللغة الأمازيغية دون غيره من الحروف، ونظرا لأن التصريح لم ينشر لأسباب تحريرية مرتبطة بالجريدة أتقاسمه معكم أصدقائي في هذا الفضاء

بخصوص اعتماد حرف تيفيناغ كحرف رسمي لكتابة الأمازيغية، من المفيد التذكير أنه جاء كقرار ملكي تحكيمي إثر تباين وجهات النظر بالمجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وجلالة الملك قبل اتخاذ هذا القرار استشار كل من رئيسي مجلس النواب والمستشارين إضافة للأحزاب الممثلة في البرلمان آنذاك، هذا الرجوع للتاريخ مهم لنفهم كيف تم اختيار الحرف.

أما القول بأن تيفناغ أعاق انتشار الأمازيغية، فهذا حكم فيه تجن كبير وسرعة لا تستند لمعلومات علمية ولا تفسيرات مقنعة، وأنا شخصيا اشتغلت منذ سنوات على دراسة لسانية حول الحروف الثلاث (أي تيفيناغ والحرف العربي والحرف اللاتيني)، والخلاصة التي وصلت إليها أن أسهلها لتعلم الأمازيغية وقرائتها هي تيفيناغ، كما أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغة هو الآخر أصدر دراسة حول تعلم الألفبائية في المدارس، الخلاصة هي نفسها أي أن حرف تيفيناغ أسهل الحروف وأيسرها على التلميذ، وذلك راجع لعدة أسباب نورد منها أن لكل حرف في الأمازيغية مقابله في الكتابة، حتى الحركات الإعرابية تكتب كحروف، ولا الحروف المفخخة والمرققة كل منها تختص بحرفها الكتابي، كل ذلك يسهل كثيرا عملية تعلم تيفيناغ، ويمكنني في هذا الصدد أن أحكي لكم قصتي مع شاب لا ينتسب للأمازيغية لا أسرة ولا منشأ ولا استقرارا، واستطاع بمساعدتي في أسبوعين أن يتعلم كتابة تيفيناغ وقرائتها.

إشكالية تيفيناغ أنه لا زال يعاني ما تراكم تجاهه من تسربات أيديولوجية، هي وليدة لحظة الخلاف التي تحدثت عنها، فالطرفين اللذين دافعا عن الحرف العربي واللاتيني، لم يستطيعا بعد التخلص من تلك الهواجس الأيديولوجية، وهو الذي ولَّد عند كليهما نفسية غير متقبلة لحرف تيفيناغ، ولو أعطى هؤلاء الفرصة لأنفسهم لوجدوا أن تيفيناغ لم يكن أبدا معيقا أمام تعلم وانتشار الأمازيغية.

و للإشارة فكثير من المقتنعين بالحرفين العربي واللاتيني، هناك بعض الكتابات المتفرقة هنا وهناك مكتوبة بهما لكن تبقى محدودة، وإجمالا يمكنني القول إن تعلم تيفيناغ قد يتطلب لدى البعض ممن لا يتقنه بعض الوقت لكن في النهاية سيتعلمه، فمثلا الحرف الصيني صعب جدا لا في الكتابة ولا في القراءة، لكن كثير من غير الصينيين تعلموه واستطاعوا الكتابة به. إذ اقتناعنا بأهمية تعلم الأمازيغية وضرورة الحفاظ عليها، يسهل أمامه تعلم تيفيناغ.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *