كشف الفنان الأمازيغي “حبيب سلام” عن عمله الفني الجديد “تالعاربات ن الطالب”، الذي يحمل طابعا فريدا يجمع بين الغناء وإحياء الذاكرة التراثية، العمل يمثل أكثر من مجرد أغنية عابرة، حيث يأخذ المستمعين في رحلة إلى زمن الطفولة، ليُبرز تفاصيل البساطة وقيم التعاون التي كانت تميز الحياة في الماضي.
ويسلط العمل الضوء على تقليد قديم يعرف بـ”تالعاربات”، وهو ممارسة أسبوعية للطلاب أو “إمحضارن” كانوا يقدمون خلالها هدايا بسيطة لفقيه المسجد مثل درهم واحد أو بيضة، تعبيرا عن التقدير والاحترام.
هذه العادة، التي كانت رمزا للكرم والإحسان، وثقت العلاقة بين الطلاب ومعلمهم الروحي ورسخت قيما إنسانية واجتماعية في المجتمع.
واوصح الفنان حبيب سلام أن عمله يهدف إلى إحياء التراث وتذكير الأجيال الجديدة بالقيم التي كانت تشكل أساسا للمجتمع.
وأشار إلى أن “تالعاربات ن الطالب” ليست مجرد استحضار للماضي، بل رسالة لدعوة الناس إلى التمسك بالروابط الاجتماعية التي بدأت تتآكل في ظل العصر الرقمي.
العمل يبرز رسالة عميقة تدعو لإعادة النظر في القيم الإنسانية التي تتراجع تدريجيا، ومن خلال استحضار هذا التقليد، يُحفز الفنان الجمهور على التفكير في أهمية تعزيز التآزر بين أفراد المجتمع، والتمسك بالمبادئ الأخلاقية التي تُعد أساسا لمجتمع قوي ومتماسك.
بهذا الإبداع الفني، ينجح الفنان حبيب سلام في تقديم “تالعاربات ن الطالب” كجسر يربط بين الماضي والحاضر، مُشددا على ضرورة الحفاظ على الموروث الثقافي والقيم الأخلاقية التي يحتاجها المجتمع في عالم يتغير بسرعة.