
في سياق التفاعلات الرسمية مع موجة الاحتجاجات الشبابية التي شهدتها عدد من المدن المغربية خلال الأيام الأخيرة، خرج القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار لحسن السعدي بتصريحات لافتة، عبّر فيها عن تفهمه العميق لمطالب الشباب، مشددًا على أنها مطالب مشروعة تعبّر عن انتظارات حقيقية من الحكومة.
السعدي، الذي كان يتحدث خلال اجتماع المكتب السياسي للحزب الذي ترأسه رئيس الحكومة والأمين العام للحزب عزيز أخنوش صباح اليوم بالرباط، أكد أن ما يطالب به الشباب المغربي “ليس خارجا عن نطاق ما تشتغل عليه الحكومة فعليا”، موضحًا أن ورش الإصلاح في مجالات مثل الصحة والتعليم والتشغيل مستمر، رغم الإكراهات القائمة.
وقال السعدي في تصريحه: “لا أحد يمكنه أن يخفي الشمس بالغربال أو يدّعي أن كل شيء على ما يرام”، مشيرًا إلى أن الشباب الذين نزلوا إلى الشارع يُعبّرون عن وضعية لا تسر أحدًا، بمن فيهم المسؤولون أنفسهم.
وفي موقف صريح تجاه المحتجين، قال السعدي:“شباب Z على حق، لأن هذا الوضع لا يرضي أحدا”،معتبرا أن “اللغة التي تحاول تجميل الواقع أو بيع الوهم لم تعد مقبولة”، ومشددًا على أهمية الصدق والشفافية في التواصل مع المواطنين.
واعترف القيادي في “التجمع الوطني للأحرار” بوجود تقصير على المستوى التواصلي فيما يخص عدد من المشاريع التي تُنجز على أرض الواقع، خاصة المتعلقة بالمستشفيات وتأهيل البنية الصحية وتحسين ظروف عمل الأطر الطبية.
وختم السعدي تصريحه بالتأكيد على أن الحكومة التي يقودها حزبه لن تتراجع عن مسار الإصلاح، لكنها تعي في المقابل أن الإصلاح “له كلفة اجتماعية وسياسية”، داعيًا إلى تفهم هذه الكلفة في ظل السياق الوطني والدولي الراهن.