تحوّل ساحة مدرسة النخلة بدوار العرب إلى بؤرة استنفار صحي بعد إصابة 11 تلميذاً بأعراض تسمم مفاجئة، مما استدعى نقلهم على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي المختار السوسي ببيوكرى. وتبيّن أن السبب وراء هذه الحالة يعود إلى مادة سامة تُعرف محلياً باسم “رذاذ الفاكية”، والتي اشتراها التلاميذ من إحدى البقالات المجاورة للمدرسة، ليتحوّل المنتج فجأةً إلى مصدر تهديد لصحة الأطفال.
وأفاد المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، إبراهيم فايز، بأن الحالة الصحية للمتضررين لم تكن خطيرة، حيث تلقوا الإسعافات الأولية الضرورية وتم إخراجهم من المستشفى بعد خضوعهم لبروتوكول علاجي خاص بحالات التسمم المماثلة. وعلى إثر هذه الواقعة، تحركت السلطات الصحية بسرعة، حيث انتقلت لجنة اليقظة الصحية إلى محل البقالة المشتبه في تورطه بالواقعة، وقامت بحجز عينات من المادة المشبوهة لإخضاعها لفحوصات مخبرية دقيقة لتحديد طبيعتها ومدى خطورتها.
وفي سياق متصل، باشرت مصالح الدرك الملكي بأيت اعميرة تحقيقات عاجلة تحت إشراف النيابة العامة، شملت الاستماع إلى تصريحات صاحب المحل وتتبع سلسلة توريد المادة السائلة، والتي يقود أحد خيوطها إلى متجرٍ بمدينة إنزكان. ولا تزال التحقيقات جارية في انتظار نتائج التحاليل المخبرية التي ستحدد المسؤوليات القانونية والجزائية في هذه القضية، فيما يتصاعد قلق الأهالي من إمكانية تكرار حوادث مماثلة تهدد سلامة أبنائهم في محيطهم المدرسي.