
جرت، اليوم الخميس في الرباط، مراسم تسليم السلط بين محمد سعد برادة، الذي عينه الملك محمد السادس وزيرًا للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وسلفه شكيب بنموسى، بحضور عدد من المدراء المركزيين والمسؤولين بالوزارة.
وفي هذه المناسبة، أعرب برادة عن اعتزازه بالثقة المولوية التي حظي بها، متعهدًا بالعمل على مضاعفة الجهود في القطاع الذي كُلف به.
وأكد أنه يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه في مواصلة الأوراش المفتوحة وتحقيق الجودة المنشودة في هذا المجال.
كما شدد على ضرورة أن تشمل أي إصلاح في هذا القطاع مختلف الفاعلين والشركاء، لاسيما أولياء التلاميذ، الذين تشكل اقتراحاتهم قيمة مضافة للجهود المبذولة من قبل المصالح المركزية والمديريات الإقليمية والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين.
وأشار الوزير إلى أهمية تعزيز بنيات التعليم الأولي في المدارس العمومية، مؤكدًا أن هذا القطاع أصبح له دور محوري في المنظومة التربوية، باعتباره المشتل الأساسي لتكوين شخصية التلاميذ ودعم مسارهم الدراسي في باقي الأسلاك التعليمية.

ويعتبر محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شخصية بارزة في عالم الاقتصاد والاستثمار، وهو حاصل على شهادة من مدرسة القناطر والطرق في باريس، التي تعد هذه المؤسسة واحدة من أبرز الأكاديميات العالمية في الهندسة.
ينتمي برادة إلى عائلة لها تاريخ سياسي، حيث إنه نجل الوزير السابق في الفلاحة، عبد السلام برادة، الذي شغل منصبه في عهد الملك محمد الخامس.
وبعد عودته من فرنسا، اختار برادة الاستثمار في المغرب، حيث أسس عدة شركات رائدة في مجالات متنوعة. من بين تلك الشركات، “فارما بروم” المتخصصة في صناعة الأدوية، و”ميشوك” في صناعة الحلويات، بالإضافة إلى “صافيلي” المعروفة حاليًا بشركة “جبال”، التي تعتبر ثالث أكبر شركة مغربية في تصنيع وتسويق الحليب ومشتقاته.
كما شغل برادة منصب مسؤول وعضو مجلس إدارة في شركة “TGCC”، التي تُعد واحدة من أكبر شركات البناء والأشغال العامة على مستوى العالم، حيث أشرفت على إنجاز العديد من المشاريع الكبرى. وقد كان له دور كبير في إدارة نحو 9000 موظف داخل الشركة.
وبفضل خبرته الكبيرة، عُين برادة في مجلس إدارة شركة إفريقيا غاز التابعة لمجموعة “أكوا”، وهو معروف بقربه من رئيس الحكومة، عزيز أخنوش.
والآن، يحمل برادة حقيبة ثقيلة تتمثل في مسؤوليات وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وهو مسؤول عن التعامل مع تعقيدات سياسية ونقابية عديدة.
وستكون تحدياته كبيرة، خاصة في ظل الحاجة الماسة إلى إصلاحات جذرية في قطاع التعليم. حيث يراهن الكثيرون على قدرته في استخدام خبراته السابقة لإحداث تغييرات إيجابية، فهل سينجح في قيادة الوزارة نحو مستقبل أفضل، في وقت تعتبر فيه قضايا التعليم والرياضة أساسية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية؟