الرئيسية مواقف وأراء الحركة الأمازيغية : الأفق الجديد

الحركة الأمازيغية : الأفق الجديد

كتبه كتب في 13 يوليو 2024 - 22:34

بقلم : عبد الله بوشطارت

باعتبارها حركة، فإنها تتجدد مع حركية التاريخ، هي سيرورة في الزمكاني، ليست بحركة رجعية ولا أصولية وإنما هي حركة إنسية تضع الإنسان في الأول والأخير، وحتما ليست وصولية، خطابها نسبي لا ينهل من نصوص مطلقة جامدة، بقدرما تتشرب أفكارها وخطابها من اجتهادات العقل البشري والفكر الإنساني على وجه المعمور ولكنها تستمد خطابها وأسسها الفلسفية من المرجعية الأمازيغية، فهي المبتدأ والمنتهى، فهوية الحركة الأمازيغية هي منظومة القيم الثقافية والحضارية والقانونية التي نجملها في المرجعية الأمازيغية.

وبالتالي فهي حركة غير عرقية ولا ترتكز على الاثنية، إنها تتأسس على الثقافة والحضارة وعلى ماهية الحقوق في شموليتها، وليس بغريب أن تكون القضية الأمازيغية وليدة فلسلفة الحق، ومستندة على فكرة النقد.

وهي كذلك مستوعبة لنظريات فلسفية وسياسية وقانونية، فإنها أيضا مؤسسة على المرجعية. فلن تكون الأمازيغية خارج فكرة الديموقراطية، ولن تكون الأمازيغية مجدية تحت أيادي السلطوية كيفما كانت أشكالها وانواعها، سلطوية الدين وسلطوية المال وكل أنواع واشكال السلطوية. لكنها ستكون مفيدة حين ترتهن إلى سلطة العقل والفكر المتنور.

ومن هذا المنظور، فإن الحركة الأمازيغية مطالبة اليوم بإعادة النظر في عدة قضايا وأمور بمنظور النقد الذاتي نجملها حسب الأولوية في نقطتين:

_ تجديد الخطاب/ الثقافي، السياسي والقانوني والاجتماعي بمناهج علمية ومن منطلقات سليمة، في كل القضايا التي تهتم بها الأمازيغية مع ضرورة الارتكاز على القيم والثروات والموارد مع الحسم نهائيا مع النقاش البوليميكي الفضفاض، واجترار وضعيات وممارسات نضالية محدودة الأفق ولا تطرح البدائل؛

– التفكير في الآلية التنظيمية بشكل جماعي، وبكيفية دقيقة جدا مع استحضار التجارب الهشة السابقة في المنهجية والأسلوب والفعل والخطاب، والاعتماد على أسس المرجعية الأمازيغية مع ضرورة التحيين والاجتهاد في المقاربة والطرح ومواكبة أشكال التواصل الجديدة لمواكبة أجيال المستقبل.

وذلك من أجل بناء مشروع سياسي وثقافي وحضاري كبير يساهم في بناء مستقبل الوطن بتعاقد سياسي جديد يجعل من إنصاف الأمازيغ والمصالحة مع الأمازيغية مدخلا لمغرب الغد …لذلك نحن طرحنا في “مجموعة الوفاء البديل الأمازيغي” مشروع أرضيةً سياسية لإعادة ترميم البناء التنظيمي للحركة الأمازيغية بمنظور وفكر سياسي جديد.

هي عملية شاقة ولكن ليست مستحيلة، وندعو الشباب والكوادر ومختلف الديناميات الأمازيغية الحرة والمستقلة التي تحمل هم التجديد والتنظير والتنظيم بمرجعية أمازيغية الانخراط بشكل جدي في هذه الدينامية الجديدة التي ستعرفها الحركة الأمازيغية في المستقبل القريب.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *