الرئيسية منوعات قصة رحالة أمازيغي مغربي “قهر العفريت” وفتح جزر المالديف بدون جيش

قصة رحالة أمازيغي مغربي “قهر العفريت” وفتح جزر المالديف بدون جيش

كتبه كتب في 30 مايو 2019 - 04:07

استقبل الأمازيغ في وطنهم الإسلام بترحيب كبير، وتشبثوا به كدين للحق، ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل ساهموا بشكل كبير في فتح عدد من المناطق، والتاريخ يشهد على بطولاتهم في فتح الأندلس بقيادة القائد طارق بن زياد، كما يعود الفضل للأمازيغي يدعى أبو بركات يوسف البربري في إيصال رسالة الإسلام إلى جزر المالديف سنة 1153م.

وصل أبو بركات يوسف البربري من المغرب إلى جزر المالديف حاملا معه رسالة الإسلام. فأسلم سلطانها على يديه، ولم يكتف بذلك، بل أمر بإنشاء المساجد والمدارس الإسلامية في جميع أنحاء الدولة ،ولأن الناس على دين ملوكها، فقد اعتنق أهل البلاد الإسلام وأصبح هو دينهم الوحيد حتى يومنا هذا.

وينص الدستور المالديفي على أن الإسلام شرط للمواطنة المالديفية، فلا يوجد مالديفي غير مسلم في مئات الجزر الصغيرة الساحرة التي وصل إليها المستكشفون.

وفي قلب العاصمة المالديفية يوجد قبر “أبي البركات يوسف البربري”،رحالة وداعية أمازيغي مغربي انتهت إحدى رحلاته في واحدة من الجزر المالديفية البالغ عددها عشرة آلاف و87 جزيرة.

وأسلم شَنورازة سلطان المالديف على يد أبي البركات، وتبعه مواطنوه الذين كانوا يدينون بالبوذية وبنى السلطان مساجد ومدارس لتعليم الناس دينهم الجديد الذي دخلوا فيه جميعا، بعدما كانوا قبل إسلامهم مرهونين لعادات مرهقة أثقلت حياتهم مثل تقديم امرأة لتكون قربانا لما كانوا يسمونه “شيطان البحر”، وكانت القبائل المالديفية تقترع لاختيار فتاة كل شهر تكون ضحية بشرية لكفّ غضب وشرور جن البحر “راناماري”.


فاتح جزر المالديف الأمازيغي

وروى الرحالة الأمازيغي المغربي أيضا ابن بطوطة خلال رحلته إلى الجزر في القرن الرابع عشر كثيرا عن أحوال سكانها وعاداتهم، وحكى قصة إسلامهم قائلا: “ثم إنه قدم عليهم مغربي يسمى بأبي البركات البربري، وكان حافظا للقرآن العظيم، فنزل بدار عجوز منهم، فدخل عليها يوما وقد جمعت أهلها وهن يبكين كأنهن في مأتم، فاستفهمهنّ عن شأنهن، فلم يفهمْنَ، فأُتـِيَ بترجمان فأخبره أن قرعة الشهر وقعت على العجوز، وليس لها إلا بنت واحدة يقتلها العفريت، فقال لها أبو البركات: أنا أتوجه عوضا من بنتك بالليل، وكان أمرد الوجه، فاحتملوه تلك الليلة فأدخلوه إلى بيت الأصنام وهو متوضئ”.

وفي الصباح التالي عندما جاءت العجوز وأهلها ليستخرجوا الفتاة ويحرقوها -حسب عاداتهم- وجدوا مكانها أبا البركات يتلو القرآن، ويكمل ابن بطوطة روايته قائلا “فمضوا به إلى مَلِكِهم، وكان يسمى (شنورازة)، وأعلموه بخبره، فعجب منه، وعرض عليه المغربي الإسلام ورغّبه فيه، فقال له الملك: أقم عندنا إلى الشهر الآخر، فإن فعلت كذلك ونجوت من العفريت أسلمتُ”.

ويكمل ابن بطوطة ما جرى في الشهر التالي إذ أسلم الملك وكسروا الأصنام، وهدموا بيتها، “وأسلم أهلُ الجزيرة، وبعثوا إلى سائر الجزر، فأسلم أهلها، وأقام المغربي عندهم معظَّما وتمذهبوا بمذهبه، مذهب الإمام مالك رحمه الله، وهم إلى هذا العهد يعظمون المغاربة بسببه، وبَنَى مسجدا معروفا باسمه”.

ويروي ابن بطوطة عن المسجد الواقع في العاصمة ماليه قائلا “وقرأتُ على مقصورة الجامع منقوشا في الخشب: أسلَمَ السلطان أحمد شنورازة على يد أبي البركات البربري المغربي. وجعل ذلك السلطان ثلثَ مجابي الجزر صدقة على أبناء السبيل، إذ كان إسلامه بسببهم”.

لا يزال مقام أبي البركات البربري بجزيرة كندهو وسط جمهورية المالديف سليما كما بناه، منزل بسيط يؤكد المعروف من سيرته بكونه عفيفا و بعيدا عن الطمع في الجاه و السلطة و النفوذ، رغم كون المالديف كانت تعظمه أكثر مما طانت تعظم الملك نفسه، بعد أن اثبت لهم قدرته على طمس كابوسهم “رينامارا” أما أعينهم و بحضور الملك. إلا أن المالديفيين لا يخصون هذا البيت بكثير من التقديس كما تفعل الشعوب عادة بقبور الفاتحين، لسبب واحد و هو اقتناعهم بحرمة هذا التعظيم كما تعملوا منه و ممن لحقهم من تلامذته الذين تمدرسوا على يديه.


مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *