أكد المحلل السياسي السويسري-الفرنسي، جان ماري هيدت، أن الخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى الـ26 لعيد العرش، يجسد مرة أخرى “نفسا جديدا” يعزز مسار التحديث الذي تنخرط فيه المملكة، ويوطد حضورها الفاعل داخل الساحة الدولية.
وأوضح هيدت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الخطاب الملكي جاء محمّلاً برؤية متجددة للتنمية، ترتكز على البعد الإنساني والاجتماعي، مشددا على أن جلالة الملك رسم، من خلال هذا الخطاب، خارطة طريق اقتصادية واجتماعية طموحة تهدف إلى تحقيق تنمية مندمجة وشاملة، تراعي التحولات الديمغرافية والاجتماعية والمجالية التي تشهدها مختلف جهات المملكة.
وفي سياق متصل، أبرز المحلل السياسي البعد الإرادي العميق لدعوة الملك محمد السادس للسلام والانفتاح، خصوصا في ما يتعلق بإعادة إحياء روح الأخوة والتفاهم مع الجارة الجزائر، معتبرا أن هذه الدعوة تنطوي على دلالات سياسية وإنسانية قوية، وتأتي في سياق الحاجة الملحة إلى تجاوز حالة الجمود التي تعيشها المنطقة المغاربية.
وأضاف المتحدث ذاته أن جلالة الملك شدد في خطابه على الخسائر المترتبة عن غياب التعاون المغاربي، وعلى ضرورة تجاوز الخلافات لخلق فضاء تنموي مشترك يخدم شعوب المنطقة.
كما لم يفت هيدت الإشارة إلى تجديد العاهل المغربي تأكيده على مركزية قضية الصحراء المغربية، معبرا عن اعتزاز المملكة بدعم المجتمع الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي، التي تظل الإطار الواقعي والجاد لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل.
وختم المحلل تصريحه بالتنويه بما تحمله الأقاليم الجنوبية من آفاق واعدة، ليس فقط في سياق التنمية الوطنية، بل أيضا كمحرك استراتيجي لمستقبل القارة الإفريقية.
