اتخذ الاتحاد الإفريقي قرارًا استثنائيًا ينهي مشاركة جبهة البوليساريو الانفصالية في المحافل الدولية الكبرى التي تجمع المنظمة القارية مع كبار الدول مثل الصين وأمريكا وروسيا واليابان وغيرها من اللقاءات ذات الصبغة الدولية، وهو القرار الذي صدم صنيعة البوليساريو الجزائر التي لم تتفهم الوضع بعد.
ويعكس هذا القرار تحولًا مهمًا في السياسة الإفريقية تجاه البوليساريو، المدعومة من النظام الجزائري العسكري، ولذي يأتي في ظل التطورات الأخيرة التي تؤكد تراجع تأثير الأطروحات الانفصالية.
وينص مشروع القرار الجديد على مشاركة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة حصريًا في المحافل الدولية الكبرى، ما يعني استبعاد البوليساريو من هذه الفعاليات، ويعكس أهمية الرؤية الجديدة للدول الإفريقية في ظل العلاقات الجيدة التي تجمعها بالمغرب.
وشكل هذا القرار خيبة أمل كبيرة للنظام الجزائري وصنيعته البوليساريو، خاصة بعد توالي الضربات الخارجية والداخلية، بما في ذلك حالة التفكك داخل مخيمات تندوف وتصاعد العصيان المدني بسبب تردي الأوضاع الحقوقية.
وفي هذا الإطار انتقد زير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، بشدة رفض العديد من الدول الإفريقية مشاركة البوليساريو في قمم الشراكة التي تجمع الاتحاد الإفريقي مع شركاء دوليين.
واتهم الوزير الجزائري أطرافا داخل المنظمة القارية، لم يسمها، بالعمل على “إقصاء عضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي”، في إشارة إلى البوليساريو.
وأعرب عطاف عن أسفه لحالة الانسداد التي تواجه مشروع “السياسة والإطار الاستراتيجي” الذي ينظم الشراكات التي يقيمها الاتحاد الإفريقي مع الفاعلين الدوليين، مرجعًا سبب هذا الانسداد إلى “رغبة البعض بإقصاء عضو مؤسس للمنظمة”.
وكانت الجزائر، وبدعم بدعم من حلفائها من خصوم الوحدة الترابية للمغرب داخل الاتحاد الإفريقي، قد سعت إلى تمرير مشروع تحت اسم “الاستراتيجية والإطار السياسي لشراكات دول الاتحاد الإفريقي” لتشريع مشاركة البوليساريو في قمم الشراكة مع الشركاء الدوليين.
لكن الدبلوماسية المغربية تمكنت من إسقاط هذا المشروع بفضل يقظتها، وتحفظ العديد من دول القارة على إقحام البوليساريو في هذه القمم بسبب الجدل الذي تثيره هذه المشاركة.
ويحرص الشركاء الدوليون للاتحاد الإفريقي على حصر المشاركة في الدول الأعضاء بمنظمة الأمم المتحدة.
