الرئيسية يساعة 24 آيت بعمران..وحدة القبيلة أولا

آيت بعمران..وحدة القبيلة أولا

كتبه كتب في 27 أغسطس 2016 - 23:23

بقلم محمد كريم

 

يرى مؤرخ المملكة المغربية عبد الوهاب بن منصور أن النظام القبلي يحتل مكانا مرموقا في الحياة العامة للأقطار المغربية وأستمر هذا في نظره إلى وقت قريب لدرجة أنها كانت المحور الذي تدور عليه جميع الحركات والتقلبات الاقتصادية والتطورات الفكرية والاجتماعية . اتحادية قبائل أيت بعمران هي واحدة من أهم القبائل التي عرفها المغرب وتشكل استثناءا في المغرب بصفة عامة لكونها تحتضن ثقافات مختلفة قدمت إلى أراضيها في أزمنة مضت كالأمازيغ الذين يشكلون النسبة الأكبر ثم العرب المشكلون لنسبة أقل , عند ذكر أيت بعمران لابد أن نذكر فيهم الشجاعة والقوة التي واجهوا بها الغزاة على طول الأزمنة الغابرة .
في مرحلة ما بعد الاستقلال أي بعد سنة 1969 أصبحت قبائل أيت بعمران وعاصمتها التاريخية إفني تابعة إداريا لإقليم تزنيت إلى حدود سنة 2009 وبعد أحداث سنة 2008 تم إحداث إقليم سيدي إفني الذي كان تابعا منذ تـأسيسه لجهة سوس ماسة درعة إلى حدود سنة 2015 حيث اعتمدت المملكة تقسيما جهويا جديدا أصبح بموجبه إقليم سيدي إفني تابعا لجهة كلميم واد نون .
لكن بعد استقلالها وعودتها إلى الوطن الأم أصبحت هذه القبائل تعاني من الإقصاء والتهميش لتنعكس أثار هذا التهميش سلبا على المجتمع البعمراني بصفة عامة ، فلا يخفى على الناظر ما وصلت إليه وضعية هذه القبائل فشبابها الذين هم رجال مستقبلها يعانون من البطالة نتيجة لغياب فرص العمل بها ليتخذوا الفردوس الأوربي حلما لهم هذا الحلم الذي أودى بحياة عدد كبير منهم ، مادمنا نتحدث عن الشباب فإننا سنتحدث عن شبه غياب أو غياب تام للأماكن التي يحتاجها الشباب كي يقضوا فيها أوقاتهم كدور الشباب والنوادي الثقافية والرياضية ، أما البنية التحتية لهذه المناطق فهي هشة الشيء الذي أزم وضعية سكانها كثيرا ، أما وضعية المرأة فلا داعي للحديث عنها لأنها ببساطة أسوء كثيرا .
نحن إذن أمام وحدة قبلية مريضة تحتاج إلى أبناءها كي يتكفلوا بعلاجها ، لكن أبناءها لم يولوها الاهتمام اللازم يوما ، ربما هم أنانيون ونسو ا أنهم أبناء هذه القبائل وبدل هذا جعلوا كل اهتمامهم منصبا على مصالحهم الشخصية وأصبحوا يجرون وراء الجاه والمال و المناصب والنفوذ ورحلوا بعيدا عنها ، ومنهم كذلك من هم باقون على أرضها وجعلوا منها مكانا لتصفية الحسابات فيما بينهم خصوصا مع اقتراب كل موعد انتخابي .
كيف للسياسة إذن أن تشتت وحدة كيان قبلي قائم بحد ذاته ، الذي أعرفه وأظن أن الجميع يعرفه هو أن السياسة هي مجرد وسيلة لتنمية القبيلة وتحقيق طموحات ساكنتها ، ربما هذا يحدث في مكان أخر غير الذي أعيش فيه وكبرت بين أحضان أهله وتعلمت فيه معنى الوفاء للأهل و القبيلة والوطن , باختصار شديد قبيلتنا تحتاج إلينا نحن أبناءها ، تحتاج إلينا جميعنا كيفما كانت إنتماءتنا السياسية والإيديولوجية . قبيلتنا أولا… وبقية الصراعات جانبا .
 
مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *