
عرفت عدة مناطق من المملكة مساء يوم أمس الأربعاء أحداث عنف وشغب غير مسبوقة رافقت أشكالا احتجاجية خرجت عن نطاقها السلمي لتتحول إلى تجمهرات خطيرة مست بالأمن والنظام العامين.
وزارة الداخلية أوضحت في تصريح رسمي أن هذه الأحداث تخللتها أعمال اعتداء ورشق بالحجارة واستعمال أسلحة بيضاء وتفجير قنينات غاز وإضرام النيران في عجلات مطاطية، مشيرة إلى أن نسبة مشاركة القاصرين في هذه التجمهرات بلغت معدلات مثيرة للقلق وصلت أحيانا إلى 100 بالمائة.
الأحداث سجلت تطورات أشد خطورة خاصة بمدينة القليعة بعمالة إنزكان أيت ملول، حيث أقدمت مجموعة من الأشخاص على محاولة اقتحام مقر أمني والاستيلاء على أسلحة وذخيرة وعتاد وظيفي، ما اضطر عناصر الدرك الملكي إلى استعمال السلاح الوظيفي في إطار الدفاع الشرعي عن النفس، وأسفر التدخل عن وفاة ثلاثة أشخاص.
وبخصوص الحصيلة العامة، أكدت وزارة الداخلية إصابة 354 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، من بينهم 326 عنصرا من القوات العمومية، إضافة إلى خسائر مادية جسيمة طالت 271 عربة تابعة للقوات العمومية و175 سيارة خاصة، إلى جانب أعمال تخريب ونهب طالت حوالي 80 مرفقا إداريا وصحيا وأمنيا وجماعيا ووكالات بنكية ومحلات تجارية موزعة على 23 عمالة وإقليم.
السلطات العمومية شرعت في مباشرة المساطر القانونية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، حيث تم وضع عدد من الراشدين تحت تدابير الحراسة النظرية، فيما أُخضع القاصرون لتدابير الاحتفاظ، وذلك في تقيد تام بالضمانات والإجراءات القانونية.
وأكدت وزارة الداخلية أن السلطات العمومية ستواصل تنفيذ عملياتها الأمنية لتوقيف جميع المتورطين في هذه الأفعال الإجرامية، مشددة على أنها ستتعامل بحزم وصرامة مع كل من ثبت تورطه، في إطار سيادة القانون وحماية النظام العام وضمان الحقوق والحريات في نطاقها المشروع.