
بعد أربع سنوات من إطلاقه وسط وعود كبيرة وطموحات عالية، بات برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير 2020-2024 يثير جدلًا واسعًا بين سكان المدينة والمهتمين بالشأن المحلي، ليس بسبب تأخر الأشغال أو ضعف الإنجاز، بل بسبب مفارقة غريبة: مشاريع اكتملت في الوقت المحدد لكنها ما تزال مغلقة، وكأن لا حاجة لها.
صحيفة “الأخبار”، في عددها الصادر يوم الثلاثاء 10 يونيو، كشفت أن مجموعة من المشاريع “الهيكلية” التي تدخل في إطار رؤية 2020-2024، وعلى رأسها خط الحافلات عالي المستوى (BHNS)، والمركز الاستشفائي الجامعي لأكادير (CHU)، وتهيئة فضاء باب المرسى بمطاعم وسوق للسمك، إلى جانب تهيئة المساحات الخضراء ومسجد السلام الأعظم، كلها مشاريع انتهت بها الأشغال، لكنها لم تدخل حيز الخدمة إلى حدود الساعة.
مصدر الجدل لا يكمن فقط في التوقف غير المفهوم، بل أيضًا في غياب أي تواصل رسمي يوضح أسباب هذا التعطيل، رغم أن المدينة في حاجة ماسة لخدمات بعض هذه المشاريع، خاصة في ما يتعلق بالنقل الصحي والبنية الصحية الجامعية.
اللافت، حسب ذات المصدر، هو أن أصواتًا بدأت تتحدث عن “تأجيل مبرمج” لافتتاح هذه المشاريع، في محاولة – حسب قولها – لربطها بفعاليات وطنية أو قارية مرتقبة، من أجل تقديمها على أنها إنجازات لحظية مرتبطة بالمناسبة، لا مشاريع تم تنفيذها منذ أشهر وربما سنوات.
وفي ظل هذا الوضع، تُطرح أسئلة عديدة حول دور لجنة التوجيه التي يرأسها والي جهة سوس ماسة، والتي تضم مختلف المتدخلين في برنامج التنمية. اللجنة، المفترض أنها تجتمع كل ثلاثة أشهر لتتبع سير المشروع وضمان تنفيذه وفق الجدولة الزمنية، إلا أن الواقع على الأرض يكشف خللًا على مستوى التسيير أو التنسيق أو ربما أكثر من ذلك.
المواطنون، من جهتهم، لا يهمهم توقيت قص الشريط الأحمر، بل يهمهم أن يستفيدوا من خدمات نقل حديث، ومستشفى جامعي قادر على تخفيف الضغط، ومساحات خضراء تليق بمستوى المدينة، التي لطالما انتظرت هذا المشروع ليعيد إليها بعضًا من إشعاعها الحضري.