
خيم الحزن والأسى على الساحة الفنية الأمازيغية، عقب الإعلان عن وفاة الفنان والشاعر الأمازيغي صالح الباشا، الملقب بـ”الأسطورة”، والذي تم العثور عليه جثة هامدة داخل منزله الكائن بجماعة الدراركة، ضواحي مدينة أكادير، بعد أيام من اختفائه عن الأنظار.
ووفقاً لمصادر محلية، فقد جرى العثور على جثمان الفقيد بعد تدخل السلطات المحلية، إثر إشعار من معارفه الذين ساورهم القلق بسبب انقطاع أخباره.
وأشارت المعطيات الأولية إلى أن الوفاة مرّ عليها حوالي ثلاثة أيام، ويُرجح أنها ناجمة عن أزمة صحية مفاجئة، خصوصاً وأن الفنان كان يعاني في الفترة الأخيرة من مشاكل صحية متفاقمة.
وباشرت السلطات المختصة فتح تحقيق في الحادث، تحت إشراف النيابة العامة، مع إصدار تعليمات بإجراء تشريح طبي للجثة من أجل تحديد الأسباب الدقيقة للوفاة، في انتظار النتائج النهائية.
وكان من المرتقب أن يحيي الفقيد سهرة فنية بجماعة أقصري، بإقليم أكادير إداوتنان، غير أن المنية عاجلته، تاركًا خلفه فراغاً في قلوب محبيه والساحة الفنية الأمازيغية.
بدايات فنية متجذرة في سوس
وُلد الفنان صالح الباشا سنة 1965 في دوار إدا أوكرض، الواقع بإقليم الصويرة، وترعرع في أحضان بيئة أمازيغية أصيلة، ما ساهم في تشكيل وعيه الفني منذ نعومة أظافره. تأثر منذ الصغر بفن الروايس والموسيقى الأمازيغية التقليدية، قبل أن تتفتح موهبته الشعرية في فترة شبابه، ليبدأ كتابة الشعر الأمازيغي بأسلوب صادق ومعبر، تميز بارتباطه بالهوية والتراث وهموم الناس.
مسار فني حافل ووفاء للجمهور
عرف الراحل بمشاركاته في عدد من المهرجانات الوطنية والدولية، وظل حاضراً في الساحة الفنية لسنوات، مقدّماً أعمالاً موسيقية وغنائية ألّفها بنفسه، وجمع فيها بين القصيدة الأمازيغية العميقة والألحان المستوحاة من روح الجنوب المغربي. كان صالح الباشا يُلقّب بـ”الأسطورة” بفضل شعبيته الواسعة في مناطق سوس وصدقه الفني، إضافة إلى تواصله القوي والعفوي مع جمهوره.
ويعد رحيل صالح الباشا خسارة فنية وثقافية كبرى، فقد ترك إرثاً غنائياً وشعرياً غنياً، يُخلد لمسيرة طويلة من العطاء، والارتباط العميق بالثقافة الأمازيغية وقضايا المجتمع المحلي.
إنا لله وإنا إليه راجعون.