
تَمثُل، يوم غدٍ الخميس، أمام المحكمة الابتدائية بمدينة وادي زم، قضية مثيرة تتعلق بشخص متهم بالاحتيال والابتزاز الجنسي عبر الإنترنت، بعد تورطه في استدراج ضحايا إلى ممارسات حميمية مصورة، استغلها لاحقًا لابتزازهم وتهديدهم بنشر تلك المقاطع مقابل مبالغ مالية.
ووفقًا لما أوردته يومية الصباح في عددها الصادر ليوم الأربعاء 22 أكتوبر، فإن المتهم، الذي يُعرف بلقب “النصاب المحترف”، كان ينشط على مواقع التواصل الاجتماعي مستخدمًا هويات مزيفة، حيث يستدرج ضحاياه إلى محادثات وعلاقات وهمية، قبل أن يُسجّل لهم مقاطع فيديو في أوضاع فاضحة، ويطالبهم لاحقًا بتحويل مبالغ مالية عبر عملة “البيتكوين”، مستعينًا بمنصات رقمية لتضليل السلطات وإخفاء هويته.
غير أن التحريات الدقيقة التي باشرتها المصالح الأمنية، بتنسيق مع مصالح الشرطة القضائية بوادي زم، أفضت إلى تحديد موقع المتهم وتوقيفه داخل أحد المقاهي، بعد كمين محكم نُصِب له بناءً على معطيات دقيقة وردت من الشرطة الدولية “الإنتربول” إلى فرعها بالرباط، والتي كانت وراء تحريك الملف.
وبحسب المصدر ذاته، فقد وُجهت إلى الموقوف تهم ثقيلة من قبل النيابة العامة، تشمل النصب، والتهديد بإفشاء أمور شائنة بقصد الابتزاز، وتسجيل صور لأشخاص في أماكن خاصة دون ترخيص، ومعالجة معطيات ذات طابع شخصي دون موافقة أصحابها، إلى جانب تهم تتعلق بإدخال وتداول عملات افتراضية بطرق غير قانونية داخل المملكة.
التحقيقات كشفت كذلك أن المتهم كان يوظّف صورًا مزيفة لفتيات على حساباته للإيقاع بضحاياه وإقناعهم بعلاقات “حميمية افتراضية”، ثم يقوم بتصويرهم وابتزازهم لاحقًا. كما ثبت أنه كان يعمد إلى تركيب الصور والفيديوهات بشكل صادم باستخدام بيانات خاصة استخرجها من حسابات الضحايا.
وبعد عرضه على أنظار وكيل الملك، قررت النيابة العامة إيداعه رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي بودركة، نظرًا لخطورة الأفعال المنسوبة إليه. كما أمرت بانتداب قضائي موجه إلى بنك المغرب لتتبع الحوالات المالية المشبوهة المرتبطة بنشاطه، والكشف عن هوية الضحايا والمبالغ التي جرى تحويلها سواء عبر المنصات الرقمية أو داخل التراب الوطني.