
ما يزال حفل عيد ميلاد لامين جمال، نجم فريق برشلونة، يثير جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية الإسبانية، بعد أن نظّمه اللاعب الشاب يوم السبت الماضي بمناسبة بلوغه الثامنة عشرة من عمره في مزرعة خاصة بمنطقة غاراف قرب برشلونة. الحفل، الذي اتسم بطابع مستوحى من عالم العصابات، استقطب نحو 200 مدعو، من بينهم زملاء من فريق برشلونة مثل رافينيا وروبرت ليفاندوفسكي، إلى جانب عدد من الفنانين البارزين كـ باد جال وبيزاراب وتشيمبالا، الذي أثار بدوره انتقادات بعد نشره مقاطع من الحفل على مواقع التواصل الاجتماعي رغم القواعد التي تمنع ذلك.
الجدل لم يتوقف عند مظاهر الترف والبذخ، بل امتد إلى انتقادات حادة وجهت للحفل بعد توظيف أشخاص من ذوي القامة القصيرة في أدوار اعتُبرت مهينة، ما دفع جمعية الأشخاص المصابين بالقزامة (ADEE) إلى التعبير عن استيائها، معتبرةً أن ما حصل يُعدّ استغلالاً ترفيهياً ينطوي على تحقير لفئة من المجتمع. وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الحقوق الاجتماعية أنها طلبت من النيابة العامة فتح تحقيق في مدى مخالفة ما جرى للقوانين التي تحظر التمييز والتحقير.
موجة الانتقادات تصاعدت أيضًا بعد كشف العارضة كلوديا كالفو، من خلال ظهورها في برنامج “TardeAR”، عن توظيف ما يعرف بـ”فتيات الصورة” في الحفل، ما أضاف طبقة جديدة من الجدل حول طبيعة المناسبة وسلوكيات المشاركين فيها. ولم يتوقف الأمر عند الحفل ذاته، إذ نشر لامين جمال في اليوم التالي مقطع فيديو يظهره رفقة أحد أصدقائه وهما يقودان مركبة دون ارتداء حزام الأمان، ما جلب له مزيداً من الانتقادات بشأن مسؤوليته كمثال رياضي يحتذى به.
وفي خضم هذا الجدل، تدخل المقدم الكوميدي الإسباني بييرو رويز معبرًا عن قلقه من انعكاسات هذه التصرفات على مستقبل اللاعب. وفي تدوينة على منصة “إكس”، حذّر رويز من أن لامين جمال “يسير خارج الملعب على طريق خاطئ”، ودعاه إلى تصحيح مساره قبل فوات الأوان، مؤكدًا أن “الموهبة وحدها لا تكفي إذا لم تكن مدعومة بالسلوك المناسب”، وختم برسالة مباشرة إلى اللاعب: “استمع لمن يعرفون الحياة، يا فتى!”.
رغم كل ذلك، واصل لامين جمال نشاطه الرياضي، حيث انضم إلى تدريبات برشلونة في اليوم الأول من فترة التحضير للموسم الجديد، بعد اجتيازه للفحوص الطبية الروتينية. وقد نشر اللاعب صورًا وفيديوهات من الحفل على حساباته الرسمية، قبل أن يعبّر عن طموحاته الجديدة مع بلوغه سن الثامنة عشرة، قائلاً: “في سن الـ18، أطلب كل ما حققته في الـ16 والـ17، وأضيف إليه دوري الأبطال وكأس العالم، اللقبان اللذان أفتقدهما حتى الآن”.