الرئيسية مواقف وأراء أولمبيك الدشيرة يسجل نفسه في قسم الكبار

أولمبيك الدشيرة يسجل نفسه في قسم الكبار

كتبه كتب في 30 مايو 2025 - 23:55

فنّد فريق أولمبيك الدشيرة كل الشكوك التي حامت حول جديته في تحقيق الصعود إلى قسم الصفوة من البطولة الاحترافية الأولى. وقد زكّى فرسان سوس مصداقيتهم في تحديد هدف الصعود هذا الموسم، بتحقيق انتصار تاريخي على فريق منظم، مُمثل جماعة حد السوالم، الذي سبق أن انتصر على “الأولمبيك” في لقاء الذهاب بعقر العاصمة الفنية لسوس.

فالانتصار “المعجزة” الذي حققه رجال سوس نزَعَ من جسد الفريق كل السهام المغروسة، وكذّب كل ما قيل عن نية المكتب المسير الاكتفاء بالبقاء في القسم الثاني، بحجة قلة الإمكانيات المادية.

إن الانتصار الذي حققه الأولمبيك اليوم هو انتصار مستحق وعن جدارة، سواء من حيث النتيجة أو الأداء. فنتيجة 0-3 في مباراة سدّ مصيرية لكلا الفريقين لم تكن سهلة المنال، كما أن نسبة الاستحواذ لصالح الأولمبيك أكدت تخلّصه من الضغط الكبير الذي رافق اللاعبين في لقاء الذهاب.

الظهور الباهت لأولمبيك الدشيرة في لقاء الذهاب، والذي انتهى بهزيمة على أرضه، شكّك إلى حد الإحباط في قدرة الفريق على الصعود. لكن، كما يُقال، كرة القدم لا تخضع للمنطق، بل تُلعب على أدقّ التفاصيل.

تجربة الفريق، الذي لعب أدوارًا طلائعية في المواسم الماضية وكان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الصعود المباشر في أكثر من مناسبة، أهلته لتحقيق حلم طال انتظاره: حلم جمهور عاشق لكرة القدم ومؤمن بالفريق منذ زمن بعيد.

لقد كان الصعود حلمًا لأجيال مضت، منهم من قضى نحبه، ومنهم من كتب له أن يعيش لحظة التتويج.

كان للاعبي الأولمبيك ومسيريه اليوم موعد مع التاريخ، فقد دوّنوا أسماءهم في سجل أمجاد منطقة أكسيم وسوس عامة، في لحظة غير مسبوقة منذ تأسيس الفريق سنة 1962، إذ يُعد هذا الصعود الأول في تاريخ النادي إلى قسم الكبار، بعد سنوات كان فيها الحلم يتبخّر بحجّة ضعف الموارد المالية وعدم قدرة الفريق على مسايرة وتيرة القسم الوطني الأول.

نتمنى أن يصبح هذا العذر من الماضي، وأن تنقشع تلك “الضبابية” التي طالما حالت دون الطموح، لنرى مستقبلًا مشرقًا لأولمبيك الدشيرة، ينافس الكبار بقوة، لا سيما وأننا نرى فرقًا أقل مستوى وبإمكانيات محدودة تنشط في القسم الأول وتزاحم الكبار (كالزمامرة وتواركة…).

إن فرحة سوس قاطبة لا تُضاهى بهذا الإنجاز التاريخي، خاصة أنه تحقق بعكس كل التوقعات، وردًّا على المشككين الذين لم يؤمنوا بالعمل الكبير الذي تقوم به كل مكونات الفريق: لاعبين، مدربين، ومكتب مسير. والأجمل أن النصر تحقق خارج الديار، ما يُضفي عليه طابعًا استثنائيًا ويُثبت أحقيته.

فهنيئًا لأولمبيك الدشيرة بهذا التتويج المستحق، ونتمنى أن يكون بداية لمسار حافل بالانتصارات والتنمية لبلدة الدشيرة، سواء على مستوى البنية التحتية الرياضية، أو الفندقية، أو باقي مظاهر التمدن، لما لكرة القدم من دور في تحريك عجلة التنمية.

كما نُعرب عن تقديرنا لفريق الشباب السالمي، ونتمنى له عودة سريعة إلى قسم الأضواء ومسيرة موفقة تعيده إلى مكانه الطبيعي.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *