ألقت المصالح الأمنية المغربية بمدينة فاس القبض على شابة بلجيكية تبلغ من العمر 25 سنة، كانت تقيم في مدينة أنتويرب، وذلك بموجب مذكرة توقيف دولية صادرة عن السلطات القضائية البلجيكية. وتشتبه هذه الأخيرة في ضلوع الموقوفة، المعروفة باسم “شارلوت ب.”، في محاولة تهريب كمية ضخمة من الكوكايين تقدر بحوالي 2.3 طن.
وتشير التحقيقات إلى أن شارلوت كانت تشغل منصب منسقة عمليات في ميناء “أنتويرب غيتواي”، التابع لشركة “دي بي وورلد”، وهو موقع حساس استغلته لتسهيل مرور شحنة الكوكايين القادمة من الإكوادور. وقد استُخدمت في العملية تقنية “الحاوية الطروادية”، وهي طريقة معروفة لتهريب البشر والمخدرات تعتمد على إخفاء الأفراد أو البضائع داخل حاويات شحن بطريقة يصعب اكتشافها.
غير أن محاولة التهريب لم تمر كما كان مخططاً لها، إذ لاحظ المحققون تحركات مشبوهة داخل رصيف الميناء، خاصة بعد تحويل مسار الحاوية إلى موقع غير معتاد، ما أثار الشكوك حول طبيعة الشحنة. وبعد فشل العملية، اختفت شارلوت بشكل مفاجئ، ليتبين لاحقاً أنها غادرت بلجيكا متجهة إلى المغرب رفقة زوجها. وبفضل تنسيق أمني دقيق بين السلطات المغربية ونظيرتها البلجيكية، تم تحديد مكان وجودها واعتقالها في مدينة فاس، في انتظار الشروع في مسطرة تسليمها إلى بلجيكا.
وقد كشفت المعطيات التي توصلت بها الشرطة البلجيكية عن وجود شخص داخل الحاوية التي كانت مخصصة للتهريب، إضافة إلى ضبط حاوية ثانية تحتوي على رجلين مكبلين في ظروف غامضة لا تزال قيد التحقيق. كما أوقفت السلطات البلجيكية في وقت سابق ثلاثة شبان تتراوح أعمارهم بين 19 و22 سنة، يشتبه في انتمائهم إلى الشبكة ذاتها، فيما لا تستبعد النيابة العامة البلجيكية وجود متورطين آخرين قد تكشفهم التحقيقات الجارية.