تحول حادث بسيط ظاهرياً إلى فاجعة إنسانية في دوار النميرات التابع لجماعة واركي بإقليم قلعة السراغنة، حيث فارق شاب في ريعان العمر الحياة داخل أحد مستشفيات مراكش، متأثراً بمضاعفات متقدمة لداء السعار. تعود تفاصيل هذه المأساة إلى شهر رمضان الماضي، حين تعرض الشاب لعضة سطحية وخدوش من كلب لم يُعرف سلوكه، لكنه استهان بالأمر ولم يسعَ للحصول على أي فحص طبي أو لقاح وقائي، معتبراً الإصابة “بسيطة وغير مقلقة”.
بمرور الوقت، بدأت تظهر على الشاب أعراض مقلقة تمثلت في صعوبات بالتنفس، وخوف شديد من الماء، ونوبات هلع حادة، الأمر الذي استدعى نقله على وجه السرعة إلى المستشفى. هناك، أكد الأطباء أنه كان في مراحل متأخرة من الإصابة بداء الكلب، حيث لم يعد العلاج ممكناً.
عقب الإعلان عن وفاته، انتقلت السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي والأطقم الطبية إلى دوار النميرات، حيث باشرت حملة تلقيح عاجلة استهدفت أقارب الضحية وكل من خالطه عن قرب، بالإضافة إلى إخضاع عدد من الأشخاص لفحوصات مخبرية دقيقة.
يُذكر أن داء الكلب يُعد من أخطر الأمراض الفيروسية التي تهدد حياة المصاب بشدة في حال تأخر العلاج. ونتيجة لهذه الواقعة المؤلمة، جددت الجهات الصحية تحذيراتها للعموم بضرورة التوجه الفوري إلى المراكز الطبية المختصة عند التعرض لأي عضة أو خدش من حيوان غير معلوم السلوك، وذلك لتلقي الإسعافات الأولية واللقاحات اللازمة لتجنب مضاعفات خطيرة قد تكون مميتة.