
تشهد القرى والمناطق الجبلية بجهة سوس ماسة خلال السنوات الأخيرة تحولات سكانية متسارعة، نتيجة تزايد وتيرة الهجرة نحو المدن والمناطق السهلية المجاورة بحثاً عن فرص أفضل للعيش والاستقرار.
ولم تعد هذه الظاهرة مقتصرة على بعض المناطق المعروفة تاريخيا بالهجرة، بل امتدت لتشمل دواوير جديدة في الأطلس الصغير، حيث أصبحت الهجرة خياراً جماعياً لعدد من الأسر التي تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية متراكمة بحسب بيان اليوم.
ويؤكد العديد من المهتمين بالشأن المحلي أن هذه التحولات أحدثت تغييرات جذرية في البنية الديموغرافية لعدد من الجماعات القروية، إذ تحولت قرى كانت نابضة بالحياة إلى تجمعات شبه مهجورة، لا يقطنها سوى عدد محدود من السكان، أغلبهم من كبار السن.
ويحذر مراقبون من أن استمرار هذا النزيف الديموغرافي قد يؤدي إلى تراجع الأنشطة الاقتصادية المحلية واندثار التراث القروي والجبلـي، داعين إلى تبني سياسات تنموية متوازنة تعيد الحياة إلى هذه المناطق وتحد من نزوح سكانها نحو المدن.