
استهل المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة مشاركته في نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة في الشيلي بتحقيق فوز تاريخي ومستحق على نظيره الإسباني بهدفين دون رد، في المباراة التي جرت مساء الأحد على أرضية الملعب الوطني “خوليو مارتينيز برادانوس” بالعاصمة سانتياغو، ضمن منافسات الجولة الأولى للمجموعة الثالثة.
وسجل هدفي الفوز للمنتخب المغربي كل من المهاجم ياسر الزبيري في الدقيقة 54، والجناح المتألق ياسين جسيم في الدقيقة 58، الذي توّج بجائزة رجل المباراة نظير أدائه الملفت.
جاءت انطلاقة المباراة قوية وسريعة من الجانبين، حيث تبادل المنتخبان المحاولات الهجومية، مع أفضلية واضحة للعناصر المغربية من حيث الانتشار والفرص الخطيرة.
وكاد المنتخب المغربي أن يفتتح التسجيل في الدقيقة 24 بعد هجمة منظمة قادها عثمان معمة، الذي مرر الكرة إلى ياسين الخليفي، قبل أن تصل إلى ياسر الزبيري الذي سدد بقوة من داخل المنطقة، لكن محاولته مرت بجوار القائم.
في المقابل، شكل المنتخب الإسباني خطراً حقيقياً في الدقيقة 39 حينما توغل المهاجم دافيد ميلا داخل منطقة الجزاء، إلا أن الحارس المغربي ياسين بنشاوش تألق في التصدي لتسديدته، مدعوماً بصلابة دفاعية متميزة.
وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، رغم بعض المناوشات الهجومية من الطرفين، حيث طغى الحذر على الدقائق الأخيرة، مع استمرار تألق الحارسين.
مع بداية الشوط الثاني، ظهرت رغبة المنتخب المغربي في السيطرة، فاعتمد اللاعبون على التمريرات القصيرة وخلق المساحات. وبعد محاولة خطيرة لإسبانيا عن طريق رودريغو مندوزا برأسية في الدقيقة 51، جاء الرد المغربي سريعاً.
ففي الدقيقة 54، مرر ياسين جسيم كرة طويلة دقيقة إلى ياسر الزبيري، الذي انفرد بالحارس الإسباني ووضع الكرة في الشباك ببراعة، معلناً عن الهدف الأول.
ولم تمر سوى أربع دقائق حتى أضاف المنتخب المغربي الهدف الثاني، بعد هجمة مرتدة سريعة قادها عثمان معمة بتمريرة بينية متقنة إلى ياسين جسيم، الذي أودعها الشباك دون تردد.
بعد الهدفين، حاول المنتخب الإسباني تقليص الفارق عبر تكثيف الهجمات، إلا أن الدفاع المغربي ظل متماسكاً، فيما واصل الحارس بنشاوش تألقه في الذود عن مرماه.
ولتعزيز الجانب الدفاعي وإضفاء الحيوية على خط الوسط، أجرى المدرب الوطني محمد وهبي عدة تغييرات، حيث أدخل كل من يونس البحراوي مكان سعد الحداد، وأنس تاجوارت بدلاً من عثمان معمة، ثم طه ماجني مكان ياسين الخليفي. وأسهمت هذه التغييرات في غلق المساحات وتثبيت التفوق المغربي حتى صافرة النهاية.
بهذا الفوز، يتصدر المنتخب المغربي مؤقتاً ترتيب المجموعة الثالثة، ويضرب موعداً قوياً مع منتخب البرازيل في ثاني مبارياته، المقررة يوم الخميس المقبل عند منتصف الليل بتوقيت المغرب، على أرضية نفس الملعب، بطموح تحقيق نتيجة إيجابية تقربه من التأهل إلى الدور الثاني.