اهتزت منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الصينية خلال الساعات الماضية على وقع فضيحة أخلاقية غير مسبوقة، تمحورت حول شخصية كانت تعرف باسم “الأخت هونغ”، التي تحولت من مؤثرة اجتماعية شهيرة إلى متهمة في قضية تهز الرأي العام. وكانت “هونغ” قد اشتهرت عبر فيديوهاتها البسيطة التي تنشرها على المنصات الرقمية، حيث تقدم محتوى حول الأكل والتواصل مع المتابعين، قبل أن تتحول سيرتها إلى واحدة من أكثر القصص إثارة للصدمة في البلاد، بعد كشف النقاب عن نشاط جنسي سري شمل مئات الرجال، وانتهى باعتقالها على خلفية تسريبات خطيرة.
وكشفت المعطيات الأولية أن “الأخت هونغ”، التي كانت توصف بأنها امرأة ستينية ذات شعر طويل، استدرجت الرجال إلى شقتها مقابل هدايا بسيطة مثل زيت الطبخ أو بعض الفواكه أو حتى مناديل ورقية، قبل أن تقيم معهم علاقات جنسية. لكن المفاجأة الأكبر كانت في اكتشاف كاميرا صغيرة مخبأة داخل حوض غسل الصحون لتوثيق كل ما يحدث، حيث تبين لاحقاً أنها كانت تبيع تلك المقاطع عبر تطبيق “تيليغرام” ومواقع أخرى، إلى أن تسربت بعض الفيديوهات وتم تحديد مصدرها، ما دفع السلطات الأمنية إلى التدخل الفوري.
وأسفرت التحقيقات عن مفاجأة مدوية، إذ تبين أن “الأخت هونغ” لم تكن امرأة كما اعتقد الجميع، بل رجلاً يبلغ من العمر 38 عاماً، تمكن من خداع أكثر من 1600 رجل، كثير منهم كانوا يعتقدون أنهم يمارسون علاقة جنسية مع امرأة. كما كشفت الفحوصات الطبية أن 101 من الضحايا على الأقل مصابون بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، فيما تواصل السلطات الصحية تعقب المزيد من الضحايا لمعرفة مدى انتشار العدوى بينهم.
ولم تقتصر تبعات الفضيحة على الصدمة الأخلاقية والصحية فحسب، بل أثارت جدلاً اجتماعياً واسعاً، خاصة بعد ظهور تفاصيل مثيرة حول اثنين من الضحايا. الأول كان مدرباً رياضياً اضطر لإغلاق قاعته الرياضية ونشر شهادة طبية تؤكد خلوه من فيروس الإيدز، فيما كان الثاني شاباً وسيماً في مرحلة خطوبة، على وشك الزواج من فتاة، قبل أن تنكشف خيانته لها مرتين مع “هونغ” مقابل بطيخة فقط، ما دفع خطيبته إلى فسخ الارتباط، رغم ظهوره في فيديو مؤثر وهو يعتذر باكياً دون أن يتلقى أي رد منها.
ورغم بشاعة الأحداث، أظهر بعض رواد الإنترنت تعاطفاً مع “الضحيتين الوسيمتين”، وتم إنشاء صفحات معجبين لهما، مع تبريرات تركز على وسامتهما وحسن نيتهما. في المقابل، لا يزال بقية الضحايا يتعرضون لموجات من السخرية والانتقاد، حيث تعج منصات مثل “تويتر” و”تيك توك” بمقاطع فيديو ساخرة وميمات مرحة عن القضية، وصلت إلى حد وصف “هونغ” بـ”النجمة التي زفها الشعب إلى العمارية”.
وتتواصل تطورات القضية، حيث طالت الفضيحة مؤثراً شهيراً على “إنستغرام” تم التعرف عليه من خلال أحد المقاطع المسربة، ما زاد من موجة الذهول، خاصة بعدما تبين أنه لم يكن واعياً تماماً أثناء التصوير. ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة المزيد من التفاصيل حول هذه القضية التي هزت المجتمع الصيني وأعادت إثارة النقاش حول أخلاقيات المحتوى الرقمي وحدود الخداع عبر الإنترنت.