تشهد جامعة ابن زهر بأكادير تطورات مقلقة بعد ظهور مؤشرات واضحة على تسلل الخطاب الانفصالي لجبهة “البوليساريو” الإرهابية إلى داخل الحرم الجامعي، عبر أنشطة بعض الطلبة المحسوبين على ما يُعرف بـ”الفصيل الصحراوي”، وهو ما وثقته مقاطع فيديو تُظهر صداماً مباشراً مع إدارة كلية الحقوق، وترديد شعارات انفصالية تمس بالثوابت الوطنية.
هذا الحدث أعاد إلى الواجهة جدلًا متجددًا حول مدى قدرة الجامعة المغربية على حماية استقلالها الأكاديمي، وفي الوقت نفسه صون وحدتها الرمزية كمؤسسة وطنية. ففضاءات العلم والتحصيل، بدل أن تكون منصات للنقاش الهادف وتبادل الأفكار، باتت مستهدفة من طرف أجندات خارجية تسعى لتحويلها إلى ساحات للاستقطاب والتأثير الإيديولوجي.
وبينما تحاول جهات مناوئة للمغرب، خصوصًا من الجزائر ومخيمات تندوف، استغلال الحادث لترويج أطروحات الانفصال بلبوس “حقوقي”، يرى مراقبون أن هذا التسلل هو نتيجة لعدة عوامل متداخلة، على رأسها غياب التأطير السياسي والثقافي داخل الجامعات، وتراجع دور الأحزاب والتنظيمات الوطنية في تأطير الشباب، إضافة إلى ضعف البرامج البديلة التي تعزز قيم المواطنة والوحدة.
إن تسلل هذا الخطاب إلى داخل الجامعات لا يمكن قراءته كحادث معزول، بل هو جزء من استراتيجية أوسع تسعى إلى زعزعة استقرار المغرب من الداخل عبر ضرب مؤسساته الحيوية. وبالتالي، فإن الضرورة أصبحت ملحة لاعتماد مقاربة شمولية تجمع بين الحزم القانوني والتأطير الفكري والثقافي، لضمان أن تظل الجامعة فضاءً للتنوير لا منصة لنشر التطرف والانفصال.
