
تمكنت السلطات المغربية من السيطرة على الحريق الذي اندلع منذ يوم السبت الماضي في غابة آيت إصحى الواقعة جنوب جماعة تيلوكيت بإقليم أزيلال، وذلك بفضل التدخل الجوي لطائرتين من نوع “كنادير” تابعتين للقوات الجوية الملكية، بعد أيام من الجهود المكثفة التي واجهت تحديات طبيعية ومناخية صعبة.
ووفقًا لما أعلنته المديرية الإقليمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات بأزيلال، فإن عمليات مكافحة الأدخنة لا تزال جارية حتى بعد إخماد النيران، بفضل التنسيق المحكم بين فرق الوكالة والسلطات المحلية والوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة، إلى جانب مساهمة فعالة من سكان المنطقة.
الحريق، الذي التهم مساحة غابوية تقدر بـ13 هكتارًا مغطاة أساسًا بأشجار الصنوبر، اندلع نتيجة صاعقة رعدية، في وقت واجهت فيه الفرق الميدانية صعوبات كبيرة في التدخل البري بسبب التضاريس الوعرة وانتشار الصخور وتساقطها، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المفاجئة في اتجاه الرياح، ما استدعى توقيفًا متكررًا ومؤقتًا للعمليات الميدانية.
وأمام هذه الصعوبات، وجّهت المديرية العامة للوكالة الوطنية للمياه والغابات طلب دعم جوي، استُجيب له سريعًا من خلال إرسال طائرتين من نوع “كنادير” زُودتا بالمياه من بحيرة بين الويدان، وقامتا بسبع طلعات جوية أسفرت عن إخماد بؤر الحريق وتمهيد الطريق أمام الفرق البرية لاستكمال عمليات التأمين والسيطرة النهائية على الموقع المتضرر.
وكانت الوكالة الوطنية للمياه والغابات قد أعلنت مؤخرًا عن تصنيف عدد من المناطق ضمن مستويات الخطورة المرتبطة باحتمالات اندلاع الحرائق، حيث حددت درجة خطورة قصوى في أقاليم من بينها طنجة أصيلة، ووزان، والعرائش، وشفشاون، وتازة، وتاونات، والحسيمة، والقنيطرة، وبني ملال، وأزيلال، والصخيرات تمارة، وسلا، والرباط، والخميسات، بناءً على معطيات تشمل نوعية الغطاء الغابوي وقابليته للاشتعال، والتوقعات المناخية، والظروف الطبوغرافية.
كما تم تصنيف أقاليم أخرى ضمن درجة خطورة مرتفعة مثل المضيق فنيدق، وتطوان، وفحص أنجرة، وصفرو، وخنيفرة، وإفران، وأكادير إدا أوتانان، وتاوريرت، ووجدة أنجاد، والناظور، وبركان، والدرويش، فيما شملت درجة الخطورة المتوسطة أقاليم سيدي سليمان، ومكناس، والصويرة، وبنسليمان، وتارودانت، في إطار استراتيجية استباقية لتدبير مخاطر الحرائق الغابوية خلال فصل الصيف.