الرئيسية في الواجهة بوريطة: الملك يعتبر إفريقيا الأطلسية قطبا جيو – استراتيجيا ورافعة للابتكار والصمود

بوريطة: الملك يعتبر إفريقيا الأطلسية قطبا جيو – استراتيجيا ورافعة للابتكار والصمود

كتبه كتب في 8 مايو 2025 - 15:04

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الخميس، أن جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يعتبر أن الفضاء الإفريقي الأطلسي لا يجب أن يظل في موقع هامشي على الساحة الدولية، بل يجب أن يُعترف به كقطب جيواستراتيجي مهم، يربط بين القارات، ويشكل مصدرًا للابتكار والصمود.

وفي كلمة ألقاها خلال الاجتماع الوزاري الخامس لمسلسل الدول الإفريقية الأطلسية المنعقد بمدينة برايا بجمهورية الرأس الأخضر، شدد بوريطة على ضرورة تجسيد هذه الرؤية الملكية إلى واقع ملموس ومستدام، مشيرًا إلى أن الشراكة الإفريقية الأطلسية تتجاوز كونها مجرد أداة استراتيجية، بل تمثل مشروعًا سياسيًا واقتصاديًا وإنسانيًا شاملًا.

وأوضح الوزير أن هذه الشراكة تسعى لبناء قارة إفريقية واثقة من اختياراتها، ترسم مستقبلها بإرادة وتضامن، مضيفًا أن المغرب ملتزم بدعم هذه الدينامية وضمان استمراريتها وتوسيع آفاقها.

وأشاد بوريطة بالدينامية والتوافق الذي تبديه بلدان المنطقة في سبيل ترسيخ فضاء إفريقي أطلسي منخرط في العمل والتضامن والازدهار المشترك، مبرزًا أن هذا الفضاء لم يعد مجرد حيز جغرافي، بل أضحى واقعًا استراتيجيًا بإمكانه أن يتحكم في مساراته.

وفي هذا السياق، أشار الوزير إلى أن المبادرة الملكية قد أسفرت عن شراكة إفريقية غير مسبوقة، أرست نموذجًا جديدًا للتعاون قائم على المسؤولية المشتركة، ويهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الأمن البحري، وحماية البيئة، ومكافحة التهديدات العابرة للحدود.

وأضاف أن إفريقيا الأطلسية تقف اليوم أمام منعطف حاسم، حيث تزداد أهميتها الاستراتيجية، لكنها في الوقت نفسه تواجه تحديات متعددة، داعيًا الدول الإفريقية الأطلسية إلى تقديم صوت موحد وموثوق في ظل التكتلات الجيوسياسية المتنامية في مناطق أخرى من العالم.

وأكد بوريطة أن هذا المسار لا يعبّر فقط عن طموح سياسي، بل يعكس ضرورة استراتيجية مرتبطة بالسيادة والتنمية، مشيرًا إلى عدد من المحطات العملية التي تعزز هذا التوجه، مثل منتدى وزراء العدل (أبريل 2024)، واجتماع رؤساء البرلمانات (فبراير 2025)، والمؤتمر المرتقب حول الأمن البحري ومكافحة الإرهاب (يناير 2025).

وأبرز الوزير أن اجتماع برايا يُعد مناسبة لإجراء تقييم شامل لمسار الشراكة، ويطرح خطة عمل استراتيجية تتضمن توصيات عملية، مثل عقد اجتماعات قطاعية منتظمة، وإحداث آليات تنسيق وطنية، وإدراج تربية الأحياء المائية في الاستراتيجيات المشتركة، لما لها من أهمية في تحقيق الأمن الغذائي وخلق فرص الشغل وتعزيز الاستدامة البيئية.

وفي ختام كلمته، جدد بوريطة التأكيد على استعداد المغرب للمساهمة الفعالة في تفعيل هذه التوصيات، عبر خبرة مؤسساته وشراكاتها، داعيًا إلى جعل الفضاء الإفريقي الأطلسي محركًا للتضامن، وأداة لتحقيق الازدهار المشترك، وركيزة للاستقرار الإقليمي.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *