شهدت الفترة الأخيرة انتقال العديد من اللاعبين المغاربة إلى الدوري الليبي لكرة القدم، وهو ما أثار تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه الهجرة وتأثيراتها على اللاعبين أنفسهم وعلى كرة القدم المغربية بشكل عام.
ويعتبر العامل المالي من أبرز الأسباب التي تدفع هؤلاء اللاعبين للتوجه نحو الدوري الليبي، حيث تقدم الأندية الليبية عروضًا مالية مغرية قد تكون أكبر من تلك المعروضة في بعض الأندية المحلية أو حتى في الدوريات الأخرى الأقل شهرة.
ويمثل الدوري الليبي لكرة القدم وجهة جذابة للاعبين المغاربة الذين يبحثون عن تحسين وضعهم المالي في ظل الأزمة التي تعاني منها جل الأندية في البطولة المغربية الإحترافية.
كما قد يجد بعض اللاعبين فرصًا أكبر للعب بانتظام في الدوري الليبي مقارنة بالدوريات الأخرى الأكثر تنافسية، خاصة إذا كانوا يعانون من قلة الفرص في الدوري المغربي أو في الدوريات الأوروبية.
الانتقال إلى ليبيا قد يوفر لهم منصة للتألق وإثبات قدراتهم. رغم الأوضاع السياسية في ليبيا التي تشهد تحديات مستمرة، إلا أن هناك مناطق تتمتع بقدر من الاستقرار، مما يسمح للأندية المحلية بالتعاقد مع لاعبين أجانب، بما في ذلك المغاربة.
ويرى بعض اللاعبين في هذا الانتقال إلى الدوري الليبي فرصة للعب في دوري “أقل ضغطًا” مقارنة بالضغوط التي يواجهونها في الدوريات الأوروبية أو العربية الكبرى.
الانتقال إلى الدوري الليبي يوفر للاعبين المغاربة فرصة لاكتساب تجربة جديدة، حيث يواجهون تحديات مختلفة في أسلوب اللعب والضغوط الجماهيرية.
ومع ذلك، فإن هذا الانتقال إلى بلد يشهد حالة من عدم الاستقرار السياسي قد يعرض اللاعبين لبعض المخاطر التي قد تؤثر على حياتهم المهنية والشخصية.
من جهة أخرى، قد يؤثر الانتقال إلى الدوري الليبي سلبًا على فرص اللاعبين في المشاركة مع المنتخب الوطني المغربي. بعض اللاعبين قد يجدون صعوبة في الوصول إلى الأضواء الدولية بعد انتقالهم إلى دوريات أقل شهرة، مما يقلل من فرصهم في التواجد مع المنتخب.
هذه الهجرة قد تؤثر أيضًا على كرة القدم المغربية بشكل عام، حيث يُعتبر ذلك مؤشرًا على التحديات الاقتصادية التي تواجه الأندية المحلية في جذب اللاعبين والاحتفاظ بهم. كما أن هجرة اللاعبين المتواصلة إلى الخارج قد تؤدي إلى تراجع مستوى الدوري المحلي، مما يقلل من تنافسيته وسمعته.
