أوقفت عناصر الشرطة القضائية بمنطقة أمن عين الشق بمدينة الدار البيضاء، أمس الأربعاء، أربعة أشخاص يشتبه في تورطهم في قضية تتعلق بترويج مواد مخدرة وتسهيل استهلاك قاصرين لها والتغرير بفتاة قاصر، من بينهم مالك محل تجاري ومساعده ومسير مقهى.
مصادر مطلعة أكدت أن الشرطة القضائية تلقت إشعارًا حول وفاة طفلة قاصر تبلغ من العمر 15 سنة قبل وصولها إلى قسم المستعجلات، حيث أظهرت المعطيات الأولية للتحقيق استهلاكها لكمية من غاز “البوتان” المستعمل في تعبئة الولاعات، مما أدى إلى تعرضها لمضاعفات صحية ووفاتها لاحقًا في نفس اليوم.
الأبحاث الميدانية مكنت من تحديد هوية المشتبه فيه الأول الذي كان برفقتها أثناء استهلاك هذا الغاز، وتم توقيفه ووضعه رهن الحراسة النظرية لتحديد كافة ظروف وملابسات الواقعة. كما تم تحديد هوية مالك محل تجاري يشتبه في ترويجه لغاز “البوتان” بغرض التخدير، حيث تم توقيفه رفقة مساعده، وحجزت الشرطة مجموعة من عبوات الغاز وكمية من البالونات المستعملة في استنشاقه وعدة علب من مادة المعسل المهربة.
التحريات الميدانية رصدت مقهى بمنطقة عين الشق يشتبه في استغلاله لاستقبال القاصرين وتسهيل استهلاكهم للمواد المخدرة، وتم توقيف مسيره وحجز جهاز تسجيل كاميرات المراقبة داخل المقهى تمهيدًا لإخضاعه لخبرة رقمية. جميع الموقوفين الأربعة تم الاحتفاظ بهم تحت تدبير الحراسة النظرية بإشراف النيابة العامة المختصة، فيما أودعت جثة الفتاة بمستودع الأموات لإخضاعها للتشريح الطبي لتحديد أسباب الوفاة والأفعال الإجرامية المنسوبة للموقوفين.
وقد سبق لمصالح الأمن الوطني أن رصدت نمطا جديدا في التخدير عبر استنشاق جرعات من غاز البوتان الخاص بتعبئة الولاعات باستخدام بالونات بلاستيكية، ما يتميز بخطورته الشديدة وتسببه في حالات تسمم واختناق كثيرة.