الرئيسية يساعة 24 سابقة : استعمال نظارات ثلاثية الأبعاد لانشغال مريض في لحظة إزالة ورم في المخ

سابقة : استعمال نظارات ثلاثية الأبعاد لانشغال مريض في لحظة إزالة ورم في المخ

كتبه كتب في 17 فبراير 2016 - 17:42

أكادير تيفي/ ذ.محمد بدران_

يعلم الجميع أن جراحة الدماغ وتشريحه شيء فيه كثير من الخطورة ولها نتائج وعواقب غالبا ما تكون كارثية ومأساوية على المريض المصاب،وكان من المعتقد الرائج أن هذه العملية تحتاج إلى تخدير وتنويم باعتبار تحكم الدماغ في جميع المستقبلات الحسية من اهتزاز وألم وحواس وغيره .. إلا أن إخصائيو هذه الجراحة يعمدون إلى إجرائها دون الحاجة إلى تنويم المصاب أو تخديره كما تجرى العمليات الأخرى معللين ذلك أن الدماغ لا يشعر بأي إحساس بالضرر أو أي نوع من الألم خلال هذا النوع من العمليات.

 

في مثل هذه العمليات الخاصة المتعلقة بمختلف الأورام السرطانية أو غير السرطانية التي تصيب الدماغ وتأخذ أماكن قريبة من المناطق الوظيفية له،يضطر الجراح إلى تهييج هذه المناطق بانشغال المريض بشيء معين كالقراءة أو الحركة أو الحوار بينما هو يختبر هذه المناطق الوظيفية للتأكد من سلامتها والاحتياط لعدم إصابتها أثناء استئصال الورم.

منذ سنة 2000 وإخصائيو جراحة الدماغ والأعصاب يستخدمون هذه الحقيقة التشريحية على صعيد واسع إلا أن البروفيسور الفرنسي” فيليب ميني” وفريقه استطاع تطوير هذه النظرية باستعمال تقنية جديدة وفريدة من نوعها وذلك بإعطاء المريض نظارات بثلاثية الأبعاد 3D  التي تغرقه في الواقع الافتراضي بغية اختبار وظائف أكثر تعقيدا من ذلك بكثير مثل الحقل البصري وصنع القرار في وضع غير متوقع.


للمرة الأولى، تجرى عملية جراحية بهذه الطريقة لمريض ضل مستيقظا طيلة استئصال ورم سرطاني بمخه ، وذلك بعد تموقعه داخل بيئة مريحة للغاية بواسطة النظارات السحرية التي مكنته من رؤية مجموعة من الصور المسلية والنقط المضيئة المساعدة لاختبار حقله البصري خلال العملية وتمكين التجاوب الآني مع الجراح،الشيء الذي ساعد هذا الأخير على تجنب المساس بمناطق الاتصالات المتحكمة في الحقل البصري ومكنه من تسريع وثيرة إجراء رسم خرائط دقيقة للغاية وحماية كل مناطق القشرة والاتصالات مع توضيح الطرق المتاحة للتدخلات المحددة والدقيقة على نحو متزايد يسرت من فعاليات وإمكانيات جراحة بدون عيوب أو آثار سلبية محتملة لم تكن متاحة أو قابلة للتحقيق من قبل في عملية إزالة أورام المخ الصعبة والمستعصية.

وقال الفريق الطبي الذي أجرى هذه العملية أواخر الشهر الماضي والتي مرت بنجاح واستعاد المريض عقبها عافيته المنشودة ولم يمس بصره بسوء ويتمتع اليوم بصحة جيدة بعد مرور ثلاثة أسابيع على عملية هذا الاستئصال. موضحا كذلك أن المريض الذي استعمل تقنية النظارات الثلاثية الأبعاد كان يحمل ورما سرطانيا قريبا من مناطق الاتصالات الخاصة باللغة والبصر بالإضافة إلى مرض يصيب العيون كان سببا في فقدان إحدى عينيه مما كان يتطلب الدقة والبراعة ويأخذ بعين الحذر والجدية في ازالة هذا الورم الخبيث مع الحيلولة دون المساس بحقله البصري الذي يفضي بالتأكيد إلى حرمانه من النظر.

وأضاف الفريق أن كل شيء كان على ما يرام وتمت عملية رسم خرائط شبكات المهارات اللغوية أو الحركية بمشاركة المريض المستيقظ ، الأمر الذي ساعد جراح الأعصاب من تحديد الأماكن وتوفير اتصالات الأعصاب البصرية بالدماغ وحمايتها من أي تلف كان يحدث غالبا في مثل هذه العملية الدقيقة والجد حساسة.

كما نجحت هذه العملية النوعية بإزالة الورم السرطاني بكل حرفية ومهارة دون إلحاق أي اضرار بالمناطق الوظيفية للدماغ وعلى رأسها الحقل البصري وخرج المريض صحيحا معافى في دماغه وفي بصره ليفتح هذا الطبيب العبقري الطريق بابا كان مسدودا ويجد حلا  للغز استئصال الأورام الدماغية الذي كان يحير أطباء الجراحة وتهدد أرواح ملايين المرضى المصابين حول العالم بهذا الداء المميت.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *