الرئيسية ثقافة وفنون معلمة “أكادير نتكيدا”.. مخزن جماعي شُيد قبل أكثر من 4 قرون للتخزين وكملاذ آمن أثناء الحروب

معلمة “أكادير نتكيدا”.. مخزن جماعي شُيد قبل أكثر من 4 قرون للتخزين وكملاذ آمن أثناء الحروب

كتبه كتب في 14 سبتمبر 2019 - 12:04

يمكن لـ”أكادير نتكيدا” بالجماعة الترابية بوطروش التابعة لإقليم سيدي إفني، وفضلا عن دورها في حفظ الذاكرة الجمعية، أن تلعب أدوارا مهمة في التنمية المحلية، لا سيما في الجوانب المتعلق بالسياحة .

وتعد المعلمة التاريخية “أكادير نتكيدا” المطلة على قرية تحمل نفس الإسم بإقليم سيدي افني والتي تنتظر أن يعاد لها شموخها ، من أهم المزارات التاريخية بالإقليم ، كما أنها من المعالم التاريخية المرشحة للتصنيف ضمن التراث الوطني من طرف وزارة الثقافة.

ويقوم هذا المخزن الجماعي التاريخي اليوم بأدوار تنموية وسياحية بعد فتحه للزوار والسياح ،مغاربة وأجانب ، وذلك في انتظار استكمال ترميمه وضمه الى لائحة المعالم التاريخية المصنفة تراثا وطنيا من طرف وزارة الثقافة.

وشيد هذا المخزن الجماعي قبل أكثر من أربعة قرون، وفقا للروايات الشفوية المحلية، وكان يستخدم من طرف قبائل مجاط آيت موسى في تخزين الحبوب وكل نفيس في ملكية القبيلة ، وكذا كملاذ آمن لهم أثناء الحروب والقلاقل التي كانت تنشب بين القبائل.

ويتميز هذا المخزن، الذي يشتمل على أكثر من 252 غرفة شيديت على مساحة تقدر ب260 متر مربع، بشكله المعماري الفريد المنتصب على مرتفع صخري منيع يجعل الوصول إليه مستعصيا، إلا عبر مسلك وحيد وعبر بوابة واحدة، هذا فضلا عن الأسوار الشاهقة التي تتخللها أبراج للمراقبة.

ويضم المخزن أيضا ممرات خاصة بين الغرف ،إضافة الى أماكن مخصصة لتربية النحل التي كانت رائجة ومنتشرة في المنطقة قبل قرون، حيث تؤكد الرويات الشفوية أن أكادير نتكيدا كان يضم أكبر منحل في المنطقة.

ويخضع المخزن، على غرار كل المخازن الجماعية بمنطقة سوس والأطلس الصغير، لقانون داخلي أسه أعراف القبلية، كما كان يخصص له حارس خاص يسمى بالأمازيغية “أتواب”.

وكانت كل أسرة بالقبيلة غرفتها الخاصة بالمخزن تسمى بالأمازيغية “أحانو” مع اختلاف في أحجامها حسب المستوى الاجتماعي للأسرة، إلا أن مساحة “إيحونا” تقدر غالبا بحوالي ثلاثة أمتار ونصف متر طولا، وتصل الى مترين عرضا.

وفي سياق الغوص والتقيب في تاريخ هذا المخزن، أكد محمد حمو ،المحاقظ الجهوي للتراث الثقافي بالمديرية الجهوية للثقافة بكلميم، أن معلمة اكادير نتكيدا تتميز عن غيرها من المعالم والمآثر بموقعها الجغرافي وبشكلها الدائري، مشددا على أهمية ترميمها وتأهيلها لتكون مركز جذب سياحي في المنطقة.

وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن دائرة لخصاص بإقليم سيدي إفني تتوفر لوحدها على موروث كبير من الحصون التاريخية من شأنها أن توفر منتوج سياحي مهم، مضيفا أن وزارة الثقافة بذلت جهودا كبيرة، بالتعاون مع جمعية الأطلس الصغير الغربي للسياحة الجبلية في بوطروش وكل شركائها، لترميم هذه المعملة.

وفي ذات السياق أكد جامع حربوش عن جمعية الأطلس الصغير الغربي للسياحة الجبلية في بوطروش أن “هذا المخزن تعرض للتخريب سنة 1899م بعد حروب قبلية كانت المنطقة مسرحا لها، مؤكدا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الجمعية تمكن، وبتمويل من وزارة الثقافة، من تنفيذ الشطر الأول من مشروع ترميم هذه المعلمة التاريخية سنة 2012.

كما قامت ذات الجمعية، وفق السيد حربوش، وبالتعان مع وزارة الثقافة أيضا ب”جهود كبيرة من أجل استكمال كل اجراءات ومساطير ترشيح المخزن للتصنيف ضمن التراث الوطني” في انتظار الإعلان الرسمي عن هذا القرار رسميا.

وأبرز أن “اكادير نتكيدا”، يعد المعملة التاريخية الوحيدة بإقليم سيدي افني التي استفادت من مشروع للترميم باعتباره اكبر مخزن جماعي قبلي في منطقة تضم اكثر من 50 حصنا ومخزنا جماعيا تاريخيا وفقا لجرد أنجزته الجمعية بالتعاون مع وزارة الثقافة سنة 2018 منها حصون بوطروش وتابعروست وإزروالن .

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *