أكادير تيفي :
رحلة إنقاذ تبدأ من 5 آلاف درهم وكلفة كراء خدمة أربع وحدات “كندية” تصل إلى مليارين و800 مليون سنويا
حصلت “الصباح” على معطيات حصرية تتعلق بصفقة كراء خدمات مروحيات الإسعاف الطائر المندرجة ضمن مخطط الوزارة للصحة الاستعجالية والإسعافات الأولية والتكفل الصحي بالمرضى والمصابين، في وضعية حرجة، بالمناطق المعزولة وصعبة الولوج.
وانطلقت هذه الخدمة المجانية، مباشرة بعد تقديم المخطط الوطني للتكفل بالمستعجلات الطبية الذي قدمه الحسين الوردي، وزير الصحة، أمام الملك محمد السادس في 5 مارس 2013، إذ وضعت الترتيبات لفتح طلب عروض دولي لكراء الخدمة الشاملة لوحدات طبية طائرة، فازت به شركة متعددة الجنسيات يوجد مقرها المركزي بكندا.
وبدأت الوزارة في نهاية 2013 بخدمة مروحية واحدة معززة بطاقم طبي ومجهزة بمحرك واحد، تستعمل للطيران فوق المناطق الوعرة والجبلية، إذ استقرت كلفة الكراء في 5 ملايين درهم (500 مليون سنتيم للسنة دون احتساب الرسوم)، بينما تبدأ كلفة الرحلة الواحدة بـ5 آلاف درهم من أجل نقل مريض، أو مصاب، أو امرأة حامل، من منطقة وجودها إلى أقرب مستشفى جامعي، أو مركز صحي مجهز بمدرج للهبوط، أو قريب من منطقة، أو ملعب يجري استخدامه لهذه الغاية.
وفي 2014، تعززت هذه الخدمة بمروحية جديدة بمحركين تستعمل للطيران فوق المدن والمراكز الحضرية، إذ استفادت الشركة الكندية نفسها من الصفقة الثانية وبلغ سعر كراء الخدمة 9 ملايين درهم سنويا (900 مليون سنتيم دون احتساب الرسوم)، بينما تكلف الرحلة الواحدة 5 آلاف درهم.
واكتملت حظيرة المروحيات بين 2016 و2017، بطلب خدمة مروحيتين جديدتين، إذ وصل عدد الوحدات الطبية الاستعجالية المستعملة في الإسعاف الطائر إلى أربع، تكلف سنويا مبلغ مليارين و800 مليون سنتيم على سبيل الكراء، أي ما يناهز 78 ألف درهم يوميا، دون احتساب كلفة الرحلة اليومية والمصاريف الأخرى ذات الصلة، ليتجاوز مجموع الخدمة يوميا 100 ألف درهم (10 ملايين) يوميا.
وتغطي المروحيات الأربع، الجهات الـ12 تقريبا، رغم تركيزها في بعض الأحيان على جهات الشرق، ومراكش آسفي، وجهة طنجة- الحسيمة- تطوان وجهة العيون الساقية الحمراء. وتشكل هذه الوحدات وسيلة نقل سريعة للوصول إلى المناطق النائية وفك العزلة وتجاوز معطى وعورة الولوج، للتكفل بالمرضى والمصابين، ونقلهم إلى المستشفيات المعنية بالتدخل الاستعجالي لإنقاذ من هم في وضعية صحية حرجة.
ولا يمر يوم دون التوصل ببلاغات رسمية من الوزارة تتحدث عن إنجاز عمليات لنقل مصابين في حادثة سير، أو إنقاذ امرأة حامل، أو مريض في حالة صحية حرجة إلى أقرب مستشفى مجهز، إذ وصل عدد التدخلات بواسطة المروحيات 1200 تدخل منذ انطلاق الخدمة، تتكلف بها أربعة طواقم تشتغل على مدار اليوم، مكونة من طبيب وممرض متخصصين في الإنعاش، مهمتها الأولى ربح الوقت لإنقاذ الأرواح وألا يتجاوز توقيت إنجاز التدخل 45 دقيقة في الأقصى (معيار دولي).
وتضبط مصلحة المساعدة الطبية عملية التدخل من خلال رقم وطني مجاني (141)، موضوع رهن إشارة المواطنين، ويستقبل النداء عبر مصلحة مختصة تضم موظفين وأطباء يحددون نوعية وخطورة الحالة وطبيعة التدخل وإن كان يستدعي سيارة إسعاف، أو مروحية طبية. وعند تحديد نوعية التدخل يتم تنظيم الاستقبال داخل المستشفى المعني، حسب الحالة والموقع.
المصدر: “الصباح”
