الرئيسية مجتمع مؤثر: أب الدركي الذي مات شهيدا وهو يحاول انقاذ طفل من الغرق يوجه رسالة مؤثرة للملك محمد السادس

مؤثر: أب الدركي الذي مات شهيدا وهو يحاول انقاذ طفل من الغرق يوجه رسالة مؤثرة للملك محمد السادس

كتبه كتب في 12 نوفمبر 2016 - 18:56

أكادير تيفي

وجه عبد القادر عكار، والد الدركي هشام عكار الذي لقي حتفه رفقة زميلٍ آخر له وهما يحاولان إنقاذ طفل من الغرق بميناء مدينة الداخلة شهر غشت الماضي، رسالة استعطاف إلى الملك محمد السادس من أجل إنقاذ أسرة ابنه المتوفى من التشرد.

وقال الأب، الذي اشتغل بدوره في سلك الجندية لمدة تزيد عن 30 سنة، في حديثه لجريدة ”كشك” الالكترونية، أن الهدف من الرسالة الموجهة إلى عاهل البلاد، هو  توفير سكن لعائلة الفقيد المكونة من الزوجة و 4 أبناء، والمهددون بالافراغ من السكن الوظيفي بمدينة الداخلة في الأشهر الأربعة المقبلة، مما قد يعرضهم للتشرد.

وهذه نص الرسالة : 

“” بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه أجمعين،

إلى السدة العالية بالله أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده

وبـــــــعـــــــد،

مولاي صاحب الجلالة:

بعد تقبيل يديكم الكريمتين وبعد تقديم فروض الطاعة والولاء والوقوف إجلالا وتعظيما وتقديم ما يليق بمقامكم الشريف من الطاعة والإجلال والوفاء وتقديم آيات ولائي وإخلاصي وتعلقي بأهداب العرش العلوي المجيد، راجيا من الله جل وعلا أن يحفظكم بعينه التي لا تنام وأن يقر عينكم بولي عهدكم المحبوب مولاي الحسن والأسرة الملكية وأن يديم عليكم نعمة الصحة والعافية وأن يحقق على يديكم الكريمتين كل ما تصبو إليه هذه الأمة من تقدم ورفاهية وازدهار إنه سميع مجيب وبالاستجابة جدير، أتشرف بكل إجلال وإكبار أن أرفع إلى مقامكم العالي بالله استعطافي هذا.

مولاي صاحب الجلالة: إنني طارق باب جنابكم الشريف طالبا ومستعطفا شخصكم الكريم في شأن ابني الدركي (برتبة مساعد تابع لسرية الدرك الملكي بالداخلة، ورقمه المهني 26284) الشهيد هشام عكار، الذي استشهد غرقا وهو يلبي نداء الواجب محاولا إنقاذ طفل من الغرق بمدينة الداخلة بالصحراء المغربية يوم 21 غشت 2016. وأحـيـطـكـم عـلـمـا مـولانـا أمـيـر الـمـؤمـنـين أن الدركي الشهيد، الذي قضى سنوات خدمته متفانيا من أجل وحدة وأمن واستقرار المملكة الشريفة (كان آخرها مشاركته في مواجهات بالمركز الحدودي للملكة المغربية “الكركارات” ضد عصابات مرتزقة البوليزاريو)، خلف وراءه أرملة وأربعة أبناء تترواح أعمارهم بين 8 سنوات و3 أشهر لا زالوا يقيمون بمدينة الداخلة في ظروف اجتماعية صعبة، وكان هو المعيل الوحيد لهم إضافة إلى أنه كان يساعدني أنا ووالدته أيضا، وأسرته المقيمة حاليا في سكن وظيفي بنفس المدينة مطالبة بإفراغ هذا السكن خلال أجل محدود. وبوفاة الشهيد هشام عكار تعرضت هذه الأسرة لخسارة كبيرة معنويا وماديا، وصرت مطالبا برعاية أرملته وأبنائه الصغار (ثلاثة منهم في حالة تمدرس والرابعة لا زالت طفلة رضيعة)، وأحيط جلالتكم علما أنني جندي متقاعد قضيت 31 سنة في خدمة الوطن كلها في الصحراء المغربية في معترك العمليات، ارتقيت فيها إلى رتبة مساعد أول، حاصل على النجم الحربي في ثمانينات القرن 20 وعلى تنويهات شهادة حسن السيرة سنة 1998 والتي أعتز بها وأفتخر والتي نصت على استمراري على “حسن السيرة طول مدة إقامته تحت السلاح واستمر على خدمته بكل شرف ووفاء”.

لذلك فإننا نستعطفكم ونلتمس من سيادتكم الموقرة التدخل برأفتكم المعهودة لمد يد المساعدة لهذه الأسرة المكلومة بفقدان معيلها، بتوفير سكن لها يضمن لها عيشا كريما في ظل رعايتكم السامية لرعاياكم الأوفياء.

مولاي ها أنا وضعت حالتي بين يدي جلالتكم المنصفة والكريمة وأنتظر جوابكم الكريم، وكلي أمل في عطفكم ورعايتكم بعد الله سبحانه وتعالى لما عهدنا فيكم يا مولاي من السهر على رعاياكم الأوفياء, راجيا من العلي القدير أن يحفظكم لشعبكم الوفي.

بارك في جهود جلالتكم في مشاريعكم المثمرة وحرصكم على رقي مملكتكم الشريفة، وكلل بالسداد والنجاح مسعى جلالتكم وأقر عينكم بولي عهدكم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وشد أزر جلالتكم بشقيقكم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وحفظكم في سائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، وتغمد برحمته الواسعة روح الملكين المجاهدين محمد الخامس والحسن الثاني وأسكنهما فسيح الجنان. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى. “”

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *