
رغم موقعها الاستراتيجي ومناظرها الطبيعية الخلابة التي جعلتها قبلة لآلاف السياح وعشاق ركوب الموج، ما تزال جماعة امسوان التابعة ترابيا لعمالة أكادير إداوتنان بشمال اكادير تعاني خصاصا واضحا في البنيات التحتية والخدمات الاساسية، وهو ما يجعلها في وضعية متأخرة مقارنة بجماعات مجاورة.
إمسوان التي توصف لدى السياح المغاربة والأجانب بالجنة فوق الاطلسي، تشتهر بشواطئ عالمية مثل The Bay وThe Cathedral المصنفة ضمن اجمل الوجهات لركوب الامواج، غير ان هذا الرصيد الطبيعي والسياحي لا يوازيه حضور قوي للمشاريع التنموية المهيكلة، اذ ما تزال الساكنة تعاني من ضعف في التجهيزات وغياب رؤية واضحة لاستثمار مؤهلات المنطقة.
وقد شهدت الجماعة بأفتاس إمسوان وتاصبلاصت خلال الفترة الاخيرة حملات لهدم بنايات عشوائية اقيمت فوق الملك البحري، في خطوة في منظور الجهات المسؤولة تستهدف تحرير الواجهة الساحلية وحمايتها من الاستغلال غير المنظم، غير ان ذلك كشف في المقابل عن غياب بدائل عملية من شأنها تأطير النشاط السياحي وضمان توازن بين الاستثمار وحاجيات الساكنة.
وفي الوقت الذي تتحرك فيه جماعات مجاورة مثل تامري المعروفة ب” أيتامر” نحو انجاز مشاريع مبرمجة هامة، سجلت الأخيرة تقدما ملموسا على مستوى البنية التحتية، ومشاريع ملاعب قرب مصنفة، إلى جانب مشاريع طرقية أخرى للتهيئة، كما تم تزويد الجماعة بآليات لوجيستية جماعية لتأهيل وتقديم خدمات عامة للمواطنين، ما يعكس اهتمام المسؤولين بتطوير تراب الجماعة وفق برامج مدروسة ومتوازنة.
الفاعلون المحليون والمهنيون يجمعون على ان مستقبل امسوان مرتبط بقدرة المسؤولين على وضع تصور شامل يدمج البعد السياحي بالبعد الاجتماعي، من خلال تحسين الولوجيات وتدبير النفايات وتوفير مرافق اساسية للمرتفقين، مع اشراك الساكنة في بلورة مشاريع تحفظ طابع المنطقة وتجنبها العشوائية.
امسوان اليوم وفق متتبعين للشأن المحلي تقف عند مفترق طرق حاسم، بين استمرار واقع التهميش او الانخراط في دينامية تنموية تجعلها قطبا سياحيا منظم يليق بجمالها الطبيعي ويضمن مردودا مستداما لساكنتها وزوارها على حد سواء.