الرئيسية وطنية الحسن السعدي.. الوزير السوسي الذي قفز بقطاع الصناعة التقليدية المغربية نحو العالمية

الحسن السعدي.. الوزير السوسي الذي قفز بقطاع الصناعة التقليدية المغربية نحو العالمية

كتبه كتب في 23 أغسطس 2025 - 17:03

في ظرف وجيز، استطاع الحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أن يلفت الأنظار كأحد الوجوه الشابة الصاعدة في المشهد الحكومي المغربي، بفضل رؤيته الواقعية وطموحه الكبير لإعادة الاعتبار لقطاع ظلّ لعقود محصورًا في زاوية “التراث المحلي”، دون أن يحقق ما يستحقه من إشعاع دولي ومردودية اقتصادية.

وينحدر الحسن السعدي من منطقة سوس، أحد أبرز معاقل الصناعة التقليدية المغربية، ما منحه فهما عميقا لطبيعة هذا القطاع وهموم الفاعلين فيه.

وهذا الانتماء الجغرافي والثقافي انعكس بشكل واضح على طريقة تدبيره للملف، إذ لم يأت بخطابات عامة، بل أطلق منذ توليه المنصب مشاريع ميدانية وإصلاحات هيكلية تمس جوهر القطاع، من التكوين إلى الإنتاج والتسويق.

ومن أبرز محاور عمل الحسن السعدي، إعطاء الأولوية لـالتكوين المهني، من خلال افتتاح معاهد متخصصة في فنون الصناعة التقليدية، كمركز العيون، وورشات تكوين في مختلف جهات المملكة، موجهة للصناع التقليديين والشباب الراغبين في ولوج المجال.

كما أطلق برامج دعم خاصة بالحرفيين، تتعلق ببطاقات مهنية تخول لهم الاستفادة من التغطية الصحية والحماية الاجتماعية، وهو ما يُعدّ خطوة ثورية في قطاع لطالما عانى من الهشاشة وعدم التنظيم.

لم يتوقف السعدي عند البعد المحلي، بل حرص على تدويل الصناعة التقليدية المغربية، عبر برامج تسويقية ومعارض دولية، وسهر على حماية المنتجات المغربية من التقليد والتزوير، بإطلاق علامات التصديق الوطنية لأكثر من 70 منتوجًا، مثل الزليج، القفطان، المجوهرات التقليدية، وغيرها.

كما فاز المغرب خلال ولايته بعدة قضايا قانونية ضد دول وشركات حاولت السطو على الإرث الثقافي المغربي، ليبرهن أن حماية الصناعة التقليدية لا تتعلق فقط بالإنتاج، بل أيضًا بالسيادة الثقافية.

في عهد السعدي، لم تعد الصناعة التقليدية مجرد حرفة، بل أصبحت رافعة للتشغيل والتنمية الاقتصادية، حيث بات القطاع يوفر مصدر دخل مباشر لأزيد من 2.7 مليون مغربي ومغربية، ويساهم بحوالي 7% من الناتج الداخلي الخام، ويحقق صادرات تجاوزت مليار درهم في سنة واحدة.

الحسن السعدي لا يُخفي طموحه في جعل الصناعة التقليدية المغربية في مصاف الصناعات العالمية ذات القيمة المضافة، معتمدا على تحول رقمي شامل، وتحديث نماذج التسويق، وربط الحرف اليدوية بسلاسل الإنتاج السياحي والثقافي.

ما قام به الحسن السعدي خلال فترة قصيرة يبرهن على أن الشباب المغربي قادر على القيادة والتغيير متى توفر له الإطار والدعم المناسب. فبفضل واقعيته، وارتباطه الميداني بالحرفيين، استطاع أن يجعل من قطاع ظل مهمشًا، قصة نجاح وطنية ذات بعد عالمي.

الحسن السعدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *