الرئيسية سياسة زوما يدافع عن رفع علم جنوب إفريقيا خلال زيارته للمغرب ويؤكد دعمه لمبادرة الحكم الذاتي المغربية

زوما يدافع عن رفع علم جنوب إفريقيا خلال زيارته للمغرب ويؤكد دعمه لمبادرة الحكم الذاتي المغربية

كتبه كتب في 9 أغسطس 2025 - 17:02

ردّ الرئيس الجنوب إفريقي السابق، جاكوب زوما، على الجدل المثار بشأن رفعه علم بلاده خلال زيارته الأخيرة إلى المغرب، مؤكدًا أن الرموز الوطنية لا تقتصر على الحكومات، بل تمثل الشعب بأكمله بمختلف أطيافه السياسية والاجتماعية.

وفي مؤتمر صحافي عقده الجمعة بضاحية ساندتون في جوهانسبرغ، إلى جانب عدد من مسؤولي حزب “أومخونتو وي سيزوي” (MK) الذي يرأسه، قال زوما: “العلم الوطني ملك لجميع المواطنين، وليس من المنطقي أن يُحتكر من طرف الحكومة. هذا أمر بديهي، ولا أفهم سبب كل هذا الجدل”، مضيفًا بنبرة ساخرة: “تسألون عن العلم؟ من لا يعلم أن العلم يمثل الوطن وليس الحكومة فقط؟”.

وكانت وزارة العلاقات الدولية والتعاون الجنوب إفريقية قد أصدرت بيانًا وصفت فيه رفع العلم الوطني خلال الزيارة بأنه “خرق للأعراف الدبلوماسية” و”استخدام غير مشروع للرموز السيادية”، بدعوى أنه قد يُفهم كتمثيل رسمي للدولة. وهو ما نفاه زوما بشكل قاطع، موضحًا أن الزيارة كانت بدعوة رسمية ومنسقة بين سفارتي البلدين، وأُنجزت في إطار سياسي وشعبي لا يحمل أي صبغة رسمية.

وأكد زوما، خلال لقائه بوزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة في منتصف يوليو الماضي، دعمه لمبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها المملكة المغربية كحل لنزاع الصحراء، واصفًا إياها بـ”الواقعية”، ومعتبراً أنها “تحترم سيادة المغرب وتُعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة”.

وقد اعتبر مراقبون موقف زوما بمثابة تحول سياسي لافت، خصوصًا بالنظر إلى خلفيته في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، المعروف تاريخيًا بدعمه لجبهة البوليساريو. ووفق مصادر قريبة من الرئيس السابق، فإن زوما يدعو إلى مراجعة السياسة الخارجية لبلاده على أسس واقعية تتماشى مع المصالح الإفريقية المشتركة، بدل الاستمرار في تبني مواقف متجاوزة أيديولوجيًا.

وفي ختام المؤتمر، شدد زوما على أن رفع العلم الوطني خلال زيارته إلى المغرب لم يكن تمثيلاً للدولة، بل “تعبيرًا شخصيًا عن فخره الوطني”، مؤكداً أن اللقاء مع المسؤولين المغاربة كان سياسياً بامتياز ويهدف إلى تعزيز العلاقات بين حركات تحرر إفريقية تتقاسم نفس المبادئ التاريخية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *