الرئيسية سياسة البوليساريو… “مفاوضات بلا شروط” ولكن بشرط أن تنتهي باستقلال من كوكب المريخ!

البوليساريو… “مفاوضات بلا شروط” ولكن بشرط أن تنتهي باستقلال من كوكب المريخ!

كتبه كتب في 5 أغسطس 2025 - 15:23

في فصل جديد من مسرحية مايسمى “قضية تصفية استعمار”، خرجت جبهة البوليساريو الإنفصالية لتعلن استعدادها للحوار مع المغرب، شرط أن ينتهي الحوار بالنتيجة التي تريدها هي، وإلا فالمفاوضات “غير جادة”. ولأن الجبهة تؤمن بالحوار الديمقراطي (الذي لم تمارسه يوماً في مخيماتها)، فهي لا تضع شروطاً مسبقة، لكنها توزع نتائج الاستفتاء مسبقاً: “الاستقلال أو لا شيء!”الوزير الأول في الجمهورية الوهمية في الجزائر الجنوبية، بشرايا حمودي بيون، جدد في مدينة بومرداس الجزائرية (التي تحولت إلى عاصمة موسمية لدبلوماسية الصحراء الخيالية) رفض الجبهة لأي حل لا يشمل الاستقلال، معتبراً أن كل ما دون ذلك “غير شرعي”. من الواضح أن الشرعية هنا لا تعني قرارات الأمم المتحدة، بل البلاغات الحماسية التي تُكتب تحت خيمة على إيقاع طبول الخيال السياسي.ولأن المناسبة لا تكتمل إلا برشّة توابل الجزائر الشمالية، فقد حضرت أصوات من “نخب” الجارة الشرقية، تردد بحماس محفوظات المرحلة الثمانينية، حين كانت الحرب الباردة في أوجها وأشرطة الكاسيت لا تزال وسيلة إعلام فعالة. سياسيون جزائريون أكدوا أن الاستفتاء قادم لا محالة، رغم أن الأمم المتحدة ذاتها لم تعد تذكره إلا في أرشيف الوثائق.أما مقترح الحكم الذاتي، والذي اعتبره جلالة الملك محمد السادس في خطابه الأخير حلاً واقعياً ومنفتحاً، فقد وُصف من طرف الجبهة وحلفائها بـ”سابقة خطيرة”، لأنه، والعياذ بالله وفق وصفهم، يدعو إلى حل سياسي توافقي، وهو ما يُعد بدعة في قواميس من لا يؤمن إلا بالحلول التي تنتهي برفع علم “الدولة الوهمية” على رمال تندوف.وفي الوقت الذي يمد فيه المغرب يده لحوار أخوي مع الجزائر، لا تزال الأخيرة ترى في كل مصافحة محاولة خبيثة للالتفاف على “الحق المشروع”. وكأن “الحوار” بالنسبة لبعضهم يعني فقط أن تقول نعم لما يقولونه، وإلا فأنت خصم استراتيجي وعدو أيديولوجي وإمبريالي مقنّع.اللافت، وربما الأكثر إثارة للدهشة، هو أن البوليساريو تقول إنها مستعدة لحل “لا غالب فيه ولا مغلوب”، لكنها ترفض أي شيء لا يؤدي إلى “نصرها الكامل”. وكأنهم دخلوا مباراة كرة قدم يطالبون فيها بإلغاء الشوط الثاني وتسجيل هدف خيالي في الدقيقة 90+10.باختصار، لا جديد في خطاب الجبهة الإنفصالية سوى إعادة بث شريط قديم بصوت مرتفع، أملاً في أن يصدقه جيل جديد من المتابعين. أما الواقع، فقد تجاوزهم بأميال. العالم يتحدث عن مشاريع الربط الطاقي، الذكاء الاصطناعي، والمغرب في طريقه نحو التنمية القارية… بينما الجبهة الوهمية لا تزال تنتظر في مخيلتها “تصفية الاستعمار”، تماماً كما ينتظر البعض عودة الديناصورات !

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *