
في إطار تعزيز جاهزيتها وسرعة تدخلها خلال موسم الصيف، كثفت مصالح الوقاية المدنية من جهودها لمواجهة الحوادث المتكررة بالشواطئ المغربية، من خلال إدخال وسائل تكنولوجية حديثة، على رأسها الطائرات المسيّرة (الدرون)، التي أصبحت تُعتمد على نطاق واسع في عدد من الشواطئ، خاصة بأكادير وطنجة.
ويهدف هذا الإجراء إلى الرفع من مستوى اليقظة والمراقبة، خاصة خلال الفترات التي تشهد ذروة الإقبال على الشواطئ، في ظل ارتفاع معدلات الغرق، خصوصًا في صفوف الأطفال واليافعين.
وتشكل هذه الطائرات وسيلة فعالة في رصد التحركات غير العادية وسط مياه البحر، مما يُمكّن من التدخل بشكل أسرع في حالات الخطر، وهو ما يمثل دعماً مباشراً لعمل السباحين المنقذين وعناصر الوقاية المدنية، لاسيما في الشواطئ الواسعة التي تشهد كثافة بشرية مرتفعة.
وتضاف هذه الوسائل إلى ترسانة الدعم اللوجستيكي التقليدي المعتمد من طرف المصالح المعنية، والتي تشمل الدراجات المائية (جيت سكي)، والزوارق المطاطية (زودياك)، إلى جانب الدراجات الرباعية (كْواد) المخصصة للتنقل السريع على الرمال.
وقد تم الشروع خلال الأسابيع الأخيرة في تغطية عدد من شواطئ عمالة أكادير إداوتنان بطائرات الدرون لأول مرة، في إطار تنسيق مشترك بين القيادات الجهوية والإقليمية للوقاية المدنية.
وتعكس هذه المبادرة طموحاً واضحاً لتحديث وسائل الإنقاذ وتحسين فعالية التدخلات، في وقتٍ يشهد فيه المغرب ارتفاعاً مقلقاً في حوادث الغرق مع بداية هذا الصيف، والتي أودت بحياة عدد من القاصرين والشباب. ويترقب المتتبعون حصيلة هذه الحوادث خلال الأسابيع المتبقية من فصل الصيف، وسط دعوات إلى تعزيز الوسائل الوقائية ومضاعفة الحذر.
ورغم أهمية الوسائل التكنولوجية المستعملة، يبقى السباحون المنقذون الحلقة المركزية في جهود الإنقاذ، حيث يضطلعون بمهام يومية دقيقة في ظروف صعبة، مع تسجيل نقص في عددهم مقارنة بالضغط المتزايد على الشواطئ. وفي هذا السياق، يطالب هؤلاء المنقذون بتحسين أوضاعهم المهنية والمادية، وتوفير التجهيزات الضرورية للقيام بمهامهم في أفضل الظروف.
ويتم انتقاء السباحين المنقذين من طرف الجماعات الترابية، تحت إشراف وتأطير مصالح الوقاية المدنية، مع مراعاة الخصوصيات الجغرافية لكل شاطئ وعدد المصطافين ومستوى الخطورة بناءً على معطيات السنوات الماضية.