في إطار انفتاح مدينة أكادير على الأجواء الصيفية، وسعيها إلى توفير بيئة ملائمة للترفيه للسكان والزوار وتنشيط الحركة السياحية، احتضنت المدينة مؤخرا افتتاح فضاء ترفيهي عصري جديد بساحة المعارض “Park Expo”، في مشروع يعد بإعادة تعريف تجربة الترفيه في المدينة خلال فترة الصيف، وبتقديم قيمة مضافة حقيقية للعرض السياحي المحلي.
بعيدا عن المفهوم التقليدي لأماكن اللعب، يراهن الفضاء الجديد على مفهوم الترفيه الشامل، حيث يجمع بين المتعة، الأمان، وتنوع الأنشطة التي تلائم مختلف الفئات العمرية. من أبرز الأنشطة التي يقدمها، سباق السيارات “كارتينغ”، الذي يوفر تجربة مشوقة لعشاق السرعة، إضافة إلى فضاءات ألعاب متنوعة مخصصة للأطفال، ومسارات مصممة بعناية لخلق لحظات ترفيه لا تُنسى.
المشرفون على المشروع أكدوا أن هذا الفضاء لم يكن مجرد فكرة عابرة، بل نتاج تنسيق مع السلطات المحلية ومجلس جماعة أكادير، لتقديم بديل ترفيهي حضري يتماشى مع انتظارات السكان والزوار. كما حرصت إدارة المشروع على تقديم خدمات بأسعار مدروسة، في متناول الأسر، ما يجعل من الفضاء محطة جذابة للعائلات الباحثة عن جودة التجربة دون عبء مالي ثقيل.
وفي تصريح خص بـ”أكادير تيفي”، كشف المدير العام للمشروع “الحسن ساحيق” أن هذا الفضاء الصيفي الترفيهي وفر خلال فترة إطلاقه أزيد من 120 فرصة شغل غير قارة، لفائدة شباب المدينة، مما يعكس مساهمته الاقتصادية والاجتماعية المباشرة، ويدعم دينامية سوق الشغل الموسمي خلال فصل الصيف.
الإقبال الكبير الذي شهده الفضاء منذ افتتاحه يعكس تعطش ساكنة المدينة لمثل هذه المبادرات، ويؤشر على نجاح هذا النموذج الترفيهي الذي يجمع بين المعايير الدولية ومتطلبات السوق المحلية. وقد أصبح الموقع بالفعل مقصدا مفضلا للعديد من الأسر، مما أضفى حيوية جديدة على المنطقة التي يقع فيها، وأسهم في تنشيط محيطها الاقتصادي.
الفضاء لا يكتفي بدوره الترفيهي، بل يندرج ضمن رؤية أشمل لجعل أكادير مدينة صديقة للعائلة، ومجالا خصبا للاستثمار في الترفيه الموجه لكافة الفئات. ومع تزايد الحاجة إلى فضاءات تستجيب لمتطلبات جودة الحياة، يبدو أن هذا المشروع يشكل خطوة متقدمة نحو تحقيق توازن بين التنمية السياحية وراحة السكان.
في الوقت الذي تسعى فيه أكادير إلى تثبيت موقعها ضمن خارطة السياحة الوطنية، يبدو أن الرهان على الترفيه العصري أصبح جزءا من معادلة النجاح، وورقة قوية لتجديد صورة المدينة كوجهة لا تكتفي بالشمس والبحر، بل تحتضن أيضا الابتكار والمتعة والعمل الموسمي.
