
يعرف الشأن المحلي بجماعة تمنار التابعة لإقليم الصويرة نقاشا واسعا على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي حول مقترح تسمية مشروع المنتزه البلدي الجديد الذي مايزال في مراحله الإبتدائية، بين دعوات لتخليد اسم الفنان الراحل صالح الباشا، وأصوات تطالب بتكريم المقاوم عبد الرحمان الكيلولي، أحد رموز مقاومة الاستعمار بالمنطقة.
المقترح الأول تقدم به رئيس المجلس الجماعي لتمنار، ويتمثل في إطلاق اسم “صالح الباشا” على المنتزه، اعترافا بما قدمه هذا الفنان للتراث الفني الأمازيغي، خصوصا فن الغناء والشعر (الأمارك) الذي يعتبر من المكونات الثقافية البارزة في المنطقة، غير أن القرار لم يتم الحسم فيه بعد، في انتظار استشارة فعاليات المجتمع المدني وباقي الهيئات المعنية.
في المقابل، يرى بعض المتتبعين أن اسم الفنان الباشا سيكون أكثر ملاءمة لمؤسسة ثقافية أو مركب فني، نظرا لطبيعة عطائه الفني، في حين يبرز مقترح آخر لتسمية المنتزه باسم “منتزه عبد الرحمان الكيلولي”، تكريما لأحد أعلام المقاومة الحاحية والكيلولية، الذي عرف بشجاعته ونضاله ضد الاستعمار الفرنسي إبان دخوله مدينة الصويرة سنة 1912.
الكيلولي، الذي تمت مصادرة ممتلكاته حينها، شارك في معارك بطولية مثل لوضا، تمسورين، بوتازارت، وأسيف إكوزولن، إلى جانب قبائل إحاحان، حتى بلغ صدى مقاومته البرلمان الألماني آنذاك.
مقترحو هذا الاسم يرون فيه خطوة رمزية لإعادة الاعتبار لتاريخ المنطقة ورجالاتها، ولتعزيز ثقافة الاعتراف بالرموز المحلية عوض التمادي في اعتماد أسماء مشرقية لا تمت بصلة للسياق الثقافي والاجتماعي لقبائل إحاحان.
في انتظار الحسم النهائي من طرف المجلس الجماعي وباقي الفعاليات والهيئات، يبقى النقاش مفتوحا بين الذاكرة الفنية والمقاومة التاريخية.