
فقدت الساحة الفنية الامازيغية المغربية واحد من اهراماتها بوفاة الرايس الحسن بلمودن، اليوم الاثنين 20 يناير 2025، في إحدى المصحات بحي المعاريف بالدار البيضاء، إثر سكتة قلبية مفاجئة.
الرايس لحسن بلموذن، الذي يُعرف أيضاً باسمه الحقيقي لحسن الأنصاري، وُلد في قبيلة آيت طالب بإمنتاگن (إقليم تارودانت) بالمغرب. نشأ في بيئة عميقة الجذور في الثقافة الأمازيغية، حيث قضى طفولته في منطقة متوگة. وتعلم في صغره القراءة والكتابة في مدرسته القرآنية في قريته، ثم بدأ يتعلم العزف على الآلات الموسيقية التقليدية مثل الرباب والعواد، وذلك من خلال اجتهاده وتعلمه الذاتي.
في عام 1968، بدأ لحسن بلموذن مسيرته الفنية بشكل جاد، حيث أصبح يعزف على الآلتين بشكل متقن. وكان يشتهر في مختلف الأوساط الموسيقية الأمازيغية وراح يتنقل بين قريته ومدن كبيرة مثل مراكش والدار البيضاء، حيث يعزف مع كبار الروايس في ذلك الوقت، مثل الرايس الحاج عمر واهروش، والرايس محمد أويحيي، وإبراهيم الصويري، ومحمد الرايس أگرام، والرايس جيلالي، والرايس الحسين بيابيش.
ولم يقتصر دور الرايس لحسن بلموذن على العزف فقط، بل كان من بين أبرز المرافقين للعديد من الفنانين الكبار في المغرب. فقد رافق الرايس المرحوم أحمد أمنتاگ، والرايس بونصير محمد، والرايس محمد أگيلول، والرايس عبد الله بن إدريس المزوضي، وغيرهم من رواد الموسيقى الأمازيغية.
ويعتبر الرايس لحسن بلمودن واحداً من أبرز الأسماء في تاريخ الموسيقى الأمازيغية التقليدية، وبالتحديد في فن عزف آلة الرباب، التي تعد من أقدم وأهم الآلات في التراث الموسيقي المغربي.
وأصدر الرايس لحسن بلموذن ألبومين موسيقيين، قدم فيهما عزفاً مبدعاً على آلة الرباب. هذه الألبومات حققت نجاحاً كبيراً بين محبي الموسيقى الأمازيغية وأظهرت إتقانه الكبير للآلة التي تُعتبر من رموز التراث الشعبي المغربي.
بالإضافة إلى ذلك، يُعد لحسن بلموذن واحداً من أكثر الفنانين طلباً من قبل الروايس والرايسات، نظراً للمهارة الفائقة التي يتمتع بها في عزف الرباب، مما يضفي رونقاً خاصاً على الأغنية الأمازيغية.
كما كان للرايس لحسن بلمودن دور كبير في تعليم الشباب وتدريبهم على كيفية العزف على الرباب، ما ساهم في الحفاظ على التراث الموسيقي الأمازيغي ونقله للأجيال القادمة.
ويظل الرايس لحسن بلموذن أحد أبرز الأسماء في مجال الموسيقى الأمازيغية، وخاصة في عزف آلة الرباب. من خلال موهبته الكبيرة وإبداعه، ساهم في الحفاظ على التراث الأمازيغي مع إضافة لمسات جديدة على هذه الموسيقى العريقة. بفضل تقنياته الفريدة، أصبح لحسن بلموذن أيقونة في عالم الرباب وواحداً من أرقى فناني الموسيقى الأمازيغية في العصر الحديث.
الرايس لحسن بلمودن هو “مايسترو” آلة الرباب الأمازيغية، وهو اسم لا يُنسى في تاريخ الموسيقى التقليدية المغربية. من خلال إبداعاته، استطاع أن يُحافظ على أصالة الآلة وأن يضيف إليها بعداً عصريًا، مما جعلها تحظى باحترام واسع في الساحة الفنية المغربية، يظل بلمودن أحد أعمدة الموسيقى الأمازيغية التي لا يزال صداها يتردد في قلوب محبي التراث.