أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بالرباط مؤخرًا حكمًا بالسجن 30 سنة نافذة في حق جندي يعمل بالقاعدة الجوية الأولى بسلا، بعد إدانته بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والخيانة الزوجية. خلال جلسة المحاكمة، حاول المتهم تبرير جريمته بادعائه تعرضه لأعمال السحر والشعوذة من طرف الضحية، مما أثر على حياته وجعله ينفر من زوجته ويكره التقرب منها. غير أن المحكمة لم تقتنع بهذه التصريحات وأصدرت حكمها استنادًا إلى الفصل 491 والمادة 230 من القانون الجنائي المغربي، مع إلزام المتهم بأداء تعويض قدره 15 مليون سنتيم للمطالبين بالحق المدني.
تعود تفاصيل الواقعة إلى تعرف الجندي على الضحية، وهي شابة تنحدر من ضواحي تيفلت، خلال جلسة مع زميل له. تطورت العلاقة بينهما إلى علاقة عاطفية وجنسية، حيث كان ينقلها إلى مسقط رأسها بجماعة آيت مالك. ومع توطد علاقتهما، اقترحت عليه تطليق زوجته والزواج بها، وهو الأمر الذي لم يتقبله المتهم. مع مرور الوقت، بدأ الجندي يشعر بعدم قدرته على مواصلة حياته الزوجية، معتقدًا أنه مصاب بـ”مرض غريب” أثر على عقله، فرفع دعوى طلاق ضد زوجته لدى المحكمة الابتدائية بتيفلت.
في أحد الأيام، استدرج الجندي خليلته إلى ضواحي تيفلت، حيث توجه بها إلى غابة جبلية وقام بضربها بعصا حتى فارقت الحياة. بعدها، وضع جثتها في كيس للدقيق ورمى بها في قناة للصرف الصحي. بعد اختفاء الضحية لعدة أيام، تقدم والدها بشكوى مستعجلة لدى الشرطة. خلال التحقيق، أكدت شقيقة الهالكة أن الضحية غادرت المنزل بعد تلقيها مكالمة هاتفية من خليلها العسكري.
بتنسيق مع مسؤولي القاعدة الجوية الأولى بسلا، تمكنت العناصر الأمنية من توقيف المتهم، الذي اعترف بارتكابه للجريمة وأرشد الشرطة العلمية إلى مكان الجثة التي كانت قد بدأت بالتحلل. تم نقل الجثة إلى مستودع الأموات بأمر من النيابة العامة المختصة.