أعلنت قبطانية ميناء أكادير وفق مصادر “أكادير تيفي” عن حزمة تدابير وصفت بالصارمة تهدف إلى إحكام السيطرة على مختلف التحركات داخل الميناء، وذلك في أعقاب حادثة اختطاف مركب الصيد “الحسين” التي هزت أوساط المهنيين وأثارت الكثير من المخاوف بشأن سلامة الاستثمارات البحرية.
التدابير الجديدة حسب ذات المصادر ترتكز بالأساس على تنظيم دقيق لحركة المراكب والسفن، إذ بات لزاما على جميع وحدات الصيد الحصول على ترخيص أوتوماتيكي من القبطانية قبل أي عملية دخول أو خروج، مع تحديد نافذة زمنية محددة لمغادرة الميناء والمرور عبر نقاط تفتيش للتأكد من هوية الطاقم ومطابقتها للائحة المصرح بها.
ولتعزيز الرقابة الأمنية، تم تفعيل نظام مراقبة مشدد عند البوابات الرئيسية للميناء، حيث أصبح ولوج البحارة مشروطا بالإدلاء بدفاترهم البحرية، بينما يلتزم المستخدمون غير البحارة بتقديم لوائح اسمية وتعهدات رسمية قصد الحصول على تصاريح خاصة للدخول.
إجراءات الحماية شملت أيضا الرصيف رقم 6 ومربعات رسو السفن، التي ستعرف مستويات أمن إضافية عبر التسييج والتنظيم المحكم للولوج إليها، مع منع تشغيل القاصرين نهائيا سواء داخل الميناء أو على متن المراكب، تحت طائلة المتابعة القانونية.
في المقابل، جرى التشديد على أن تحريك السفن داخل الحوض المائي يظل من اختصاص الربابنة والبحارة المؤهلين فقط، على أن تتكفل مصالح الدرك الملكي البحري بتكثيف الدوريات لضمان التطبيق الصارم لهذه القواعد.
التكنولوجيا بدورها ستكون حاضرة في المنظومة الأمنية الجديدة، بعدما أبدى المجهزون استعدادهم لاعتماد أنظمة رقمية متطورة تسمح بتتبع حركة السفن وإطلاق إنذارات في الزمن الحقيقي عند رصد أي تحرك غير مصرح به، ما من شأنه تقليص مخاطر الأنشطة غير القانونية.
ولم تغفل القبطانية الإشارة إلى إشكالية الوقود خلال فترات التوقف الطويلة، حيث تم التأكيد على ضرورة تقليص الكميات المخزنة على متن المراكب للحد من محاولات الإبحار غير المشروع.
مصادر أكادير تيفي أوضحت أنه تمت إثارة ملف الحراس غير الرسميين الذين يشتغلون في ظروف هشة، مع بحث إمكانية إدماجهم بشكل قانوني عبر برامج للتكوين والتأهيل.
هذه الإجراءات، وفق ما أكده القبطانية، لا تقتصر على مواجهة حادث اختطاف معزول، بل تندرج ضمن رؤية شاملة تروم بناء ميناء آمن ومنظم، قائم على التنسيق التشاركي بين السلطات المينائية والأمنية والمهنيين، بما يضمن حماية الاستثمارات واستقرار قطاع الصيد البحري على المدى الطويل.
