
تستعد منطقة الدراركة بضواحي أكادير لاستقبال مشروع سياحي جديد يتمثل في “حديقة الأسود”، التي وصلت أشغال إنجازها إلى مراحلها الأخيرة. ويأتي هذا المشروع استكمالًا لنجاح تجربة “حديقة التماسيح”، التي شكلت منذ افتتاحها إحدى أبرز الوجهات السياحية الطبيعية بالمنطقة.
ويهدف هذا المشروع الجديد إلى تعزيز العرض السياحي البيئي والطبيعي بجهة سوس ماسة، من خلال إتاحة تجربة ترفيهية فريدة تتيح للزوار التفاعل المباشر مع الحيوانات المفترسة، في إطار مؤمَّن بالكامل يحترم أعلى معايير السلامة والرفق بالحيوان.
ويأتي مشروع حديقة الأسود في سياق دينامية سياحية متنامية تعرفها الجهة، خاصة بعد النجاح الباهر الذي حققته “حديقة التماسيح” (Crocoparc)، التي أصبحت خلال سنوات قليلة واحدة من أبرز الوجهات السياحية العائلية والترفيهية في أكادير.
ويُنتظر أن يشكل المشروع الجديد امتدادًا لهذا التوجه، من خلال توفير تجربة فريدة ومباشرة مع عالم الحيوانات المفترسة، وتحديدًا الأسود، داخل فضاء طبيعي خاضع لمعايير السلامة البيئية والأمنية الصارمة.
وسيتيح المشروع للزوار، سواء المحليين أو السياح القادمين من داخل وخارج المغرب، فرصة مشاهدة الأسود عن قرب في بيئة شبه طبيعية، تحاكي موطنها الأصلي، ما من شأنه أن يعزز من جاذبية المنطقة كوجهة للسياحة البيئية والتعليمية في آنٍ واحد.
وتتوزع الحديقة الجديدة على مساحة شاسعة تم تصميمها بعناية، لضمان رفاهية الحيوانات وتوفير تجربة ممتعة وآمنة للزوار.
كما يُرتقب أن تضم فضاءات مخصصة للأنشطة الترفيهية، وورشات للتوعية البيئية، ومرافق للضيافة، ما يجعل منها مشروعًا متكاملًا من حيث الخدمات والمحتوى التربوي والسياحي.
ويعكس هذا المشروع توجهًا استراتيجيًا نحو تنويع العرض السياحي بالمنطقة، عبر الاستثمار في منتوجات جديدة تتجاوز السياحة الشاطئية التقليدية، وتستثمر في الإمكانات الطبيعية والثقافية للمجال القروي المحيط بأكادير.
كما يُرتقب أن يكون للمشروع أثر اقتصادي إيجابي على المستوى المحلي، من خلال خلق فرص شغل جديدة مباشرة وغير مباشرة، وتنشيط الدورة الاقتصادية بمنطقة الدراركة والنواحي، التي أصبحت تدريجيًا تشكل امتدادًا سياحيًا واعدًا لعاصمة سوس.
ويؤكد المهنيون والمراقبون أن “حديقة الأسود” من شأنها أن تُشكّل قيمة مضافة حقيقية للمشهد السياحي بالجهة، خصوصًا مع تزايد إقبال العائلات على هذا النوع من الفضاءات الطبيعية والترفيهية التي تجمع بين المتعة والمعرفة.