الرئيسية حوارات “حلوى الميلفاي” تتسبب في تسمم 400 شخص بالجلفة

“حلوى الميلفاي” تتسبب في تسمم 400 شخص بالجلفة

كتبه كتب في 4 أغسطس 2025 - 21:01

اهتزّت بلدة البيرين بولاية الجلفة الجزائرية، نهاية الأسبوع الماضي، على وقع حادثة تسمم جماعي طالت حوالي 400 شخص، بعد تناولهم حلوى “الميلفاي” التي تم نقلها في ظروف غير صحية، وهو ما فتح نقاشًا واسعا في الجزائر حول شروط حفظ الأغذية وسلامتها، خصوصا في فصل الصيف.

وتُعتبر حلوى “الميلفاي”، وهي من أصل فرنسي وتعني “ألف ورقة”، من الحلويات المشهورة في الجزائر، وتُقدَّم في الأعراس وتُباع في المقاهي. غير أن مشكلتها تكمن في مكوناتها الحساسة مثل الكريمة والبيض، التي لا تتحمل درجات الحرارة المرتفعة وتستوجب الحفظ داخل الثلاجة.

التحقيقات الأولية كشفت أن حلوى “الميلفاي” تم إعدادها في محل ببلدية عين بوسيف بولاية المدية، ثم جرى نقلها إلى بلدة البيرين على مسافة 27 كيلومترًا، لكن داخل مركبات غير مبردة، ما أدى إلى فسادها وتسببها في موجة التسمم.

ومع توافد مئات المصابين على المستشفيات، تحرّكت السلطات الصحية على عجل، وتم فتح تحقيق رسمي، أعقبه بيان من المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك تدعو فيه المواطنين إلى توخي الحذر وعدم شراء “الميلفاي” إلا من محلات موثوقة تلتزم بشروط التبريد والنظافة.

المنظمة أوصت أيضًا بعدم استهلاك هذه الحلوى إذا ظهرت عليها علامات تغيّر في الرائحة أو الشكل، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف.

وسرعان ما ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات كثيرة حول الحادث، حيث كتب أحد المغردين ساخرًا: “أي واحد يأكل الميلفاي ينطبق عليه المثل: يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه”.

وغرّد آخر قائلا: “الميلفاي ليست صالحة للأكل أصلًا، مجرد سكريات وكربوهيدرات لا فائدة صحية منها”.

فيما دعا آخرون إلى تجنّب الحلويات والمأكولات سريعة التلف خلال فصل الصيف، خصوصا تلك التي تحتوي على البيض والكريمة، وسط انتقادات حادة لطريقة تخزين الأغذية لدى بعض التجار.

وعقب زيارة ميدانية للجنة وزارية، تم اتخاذ أولى الإجراءات العقابية، حيث أغلقت مصالح التجارة 12 مقهى ببلدية البيرين لمدة شهر، بعد تأكيد تعاملها مع الموزع المتسبب في الكارثة، والذي ثبت أنه استخدم شاحنة غير مبردة لنقل الحلوى.

الواقعة أعادت إلى الواجهة قضية سلامة الأغذية وشروط نقلها في الجزائر، وسط مطالب بتشديد الرقابة والصرامة في تطبيق القانون، تفاديًا لوقائع مشابهة مستقبلا.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *